bassant عضو ذهبي
المساهمات : 1520 تاريخ التسجيل : 11/12/2008 العمر : 36
| موضوع: البطالمة و عناصر أجنبية أخرى الأربعاء فبراير 18, 2009 10:05 pm | |
| إن سائر العناصر الأخرى التي نزحت إلى مصر، مثل التراقيين والفريجيين والسوريين والفينيقيين والكاربين والبابلين والهنود والأعراب ، قد أحضرت معها عبادتها وآلهتها ، كما فعل الإغريق واليهود والفرس . فقد وجد في فيلادلفيا بالفيوم نقش من عصر بطلميوس الثامن يورجتيس الثاني يثبت وجود معبد هناك للإله التراقي هرون (Heron). وعثر أيضاً على نصب أقيم هناك في عصر بطلميوس الرابع عشر، وهو يحمل إهداء لذلك الإله وصورة له تدل دون مجال للشك على أنه إله تراقي، أحضره التراقيون الذين وفدوا على مصر في عهد البطالمة وشيدوا له معبدًا خاصًا بعبادته. وقد أقام كلك أهل فريجيا هيكلاً لمعبودتهم أجديستين (Agdistis) وتحدثنا الوثائق بأن الفينيقيين كانوا يقيمون طقوس إلهيم أدونيس (Adonis).
ويحدثنا هرودوتوس بأن فينيقيين من صور كانوا يعيشون في منف حيث كان يوجد معبد "لأفردودبتي الأجنبية". ويبدو أن هذه الإلهة كانت الإلهة السامية استراتي (Astrate)، ففي خطاب من منتصف القرن الثالث قبل الميلاد موجه إلى زيتون، وكيل أشغال أبولونيوس وزير مالية فيلادلفوس، نجد "كهنة استراتي إلهة الفينيقيين المصريين المقيمين في منف" يطلبون منحة من الزيت لإقامة شعائر طقوسهم مثل التي كانت تمنح لمعابد الكاريين والإغريق المقيمين في منف. وتحدثنا من عام 222 ق.م. بأنه عندما منح جندي يدعى ماخاتاس (Machatas) مسكنًا في بيت رجل يدعى بوؤريس (Pouris) اقتسم البيت مع صابحه وأقام في النصف الذي يخصه هيكلاً "للآلهة السورية وأفرودبتي برينيكي" وقد كان إله كاريازيوس لابراندايوس (Labrancaios) والإلهة البابلية نانا (Nana) يعبدان في مصر ويشبه الأول بزوس الإغريق والثانية بإيزيس.
ويستخلص بترى من التماثيل الهندية التي وجدها في منف أنه كانت تقام في مصر حفلات بوذية (Bnddnist) في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد.
وقد قدم إلى مصر بعض الأعراب كذلك، فإن العرب الرحل في الصحراء الشرقية كانوا ينزحون في فئات صغيرة إلى وادي النيل، كما يفعلون اليوم. ومن ثم وددت قرى متناثرة في مصر، كان سكانها يتألفون من العرب الذين استبدلوا بحياتهم الصحراوية حياة الاستقرار الزراعية. ومثل ذلك قرية بوبس (Pois) في مديرية منف، التي وصل إلينا منها خطاب بتاريخ 20 سبتمبر 152 ق.م. كان قد أرسله اثنان من أهلها إلى صديق لهما. وقد كتب هذا الخطاب لهما بالإغريقية شاب مقدوني يدعى أبولونيوس. ويبدو أن هذين الأعرابيين لم يعرفا القراءة ولا الكتابة ولم يستطيعا التوقيع على الخطاب، فوضع أبولونيوس أسميهما على الخطاب وهما ميرولاس (Myrullas) وخالباس (Chalbas). وقد وجد في القرن الثالث بالفيوم أعراب يشتغلون برعي الماشية على ضيعة أبولونيوس وزير المالية. ويستوقف النظر أن هؤلاء الأعراب يحملون أسماء الإغريقية ومصرية.
وإذا كانت كل العناصر الأجنبية الأخرى، التي استقرت في مصر، قد أحضرت معها عيادتها وتمتعت بحريتها الدينية، فما لا شك فيه أن أعراب مصر أيضاً كانوا كغيرهم من الأجانب يقيمون طقوس عبادتهم في ظل التسامح الديني الذي كان إحدى القواعد الأساسية التي أقام ع ليها البطالمة سياستهم الدينية. | |
|