منتديات لعيونكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تهتم ببرامج الكمبيوتر والانترنت والشعر والرياضه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» درس الخلفيـــــة الناريـــة بالفوتوشوب
المصادر الادبية I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 1:01 am من طرف al_jorany_88

» كتاب السحر الاشهر>>>منبع اصول الحكمه للعلامه البوني
المصادر الادبية I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 29, 2014 10:06 pm من طرف علي الأكبر

» برنامج روعة لاصلاح usb بلمسة زر
المصادر الادبية I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 16, 2014 6:44 pm من طرف a1b2c3ma

» انشودة رمضان - ابو حنين الخادم و ابو زينب العامري , جميلة جداً و هادئه 2014
المصادر الادبية I_icon_minitimeالأحد يونيو 29, 2014 6:28 pm من طرف هذيان عاشق

» تاريخ ناحية النصر
المصادر الادبية I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 6:02 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» محافظة ذي قار
المصادر الادبية I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 5:57 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» اشتباه في ذكر موضوع في خصوص العشائر العراقيه
المصادر الادبية I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 5:36 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» كتاب السحر العجيب فى جلب الحبيب
المصادر الادبية I_icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2014 1:42 pm من طرف شوان

» سجل في هذا الموقع لمعرفة باسوورد حسابات الفيس بوك
المصادر الادبية I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2013 5:01 pm من طرف ابو كرار الساعدي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابو كرار الساعدي
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
bassant
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
bobo
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
ابراهيم الساعدي
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
حبيبة بابا
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
nona
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
حيدر العتابي
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
الهلالي
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
حمادة الساعدي
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
احسان العراقي
المصادر الادبية I_vote_rcapالمصادر الادبية I_voting_barالمصادر الادبية I_vote_lcap 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 66 بتاريخ الأربعاء يوليو 09, 2014 4:54 am

أخبر صديقك عن موقعنا


 

 

 المصادر الادبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bassant
عضو ذهبي
عضو ذهبي
bassant


المساهمات : 1520
تاريخ التسجيل : 11/12/2008
العمر : 36

المصادر الادبية Empty
مُساهمةموضوع: المصادر الادبية   المصادر الادبية I_icon_minitimeالإثنين مارس 02, 2009 5:42 pm

قراءة فى استرابون و مراجعات على تاكيتوس و يوسف


اشرنا من قبل الى قلة المصادر الادبية عن تاريخ مصر فى عصر الرومان ، وأرجعنا ذلك الى أن ماوصلنا من كتابات مؤرخى عصر الامبراطورية الرومانية سواء باليونانية او اللاتينية كانت تتحدث عن مصر فى حدود كونها احدى الولايات الامبراطورية ، ولذلك جاء هنا الحديث مجتزءا دون تخصيص أو تفصيل ، ناهيك عما كان يشوبه من روح الاستعلاء بل الازدراء عند مؤرخ رومانى مهم فى زمن تاكيتوس ، اوتعمد الافتراء من باب التعصب العرقى والرغبة فى اخفاء الحقيقة على نحو مانجد فى مواضع كثيرة من حديث المؤرخ اليهودى يوسف عن مصر .

وقد ذكرنا ان الاستثناء الوحيد من هؤلاء جميعا هو الكاتب الجغرافى المؤرخ استرابون الذى أفرد لمصر حديثا مفصلا فى الكتاب السابع عشر من مؤلفه الجغرافىالعظيم الذى وصل الينا كاملا لحسن الحظ فعوضنا شيئا ما عن ضياع كتابه الاخر فى التاريخ وكان يتألف من سبعة واربعين جزءا. وفى هذا الجزء السابع عشر من كتابه الجغرافيا أتى استرابون على وصف مصر واثيوبيا(النوبة) وساحل افريقيا الشمالى. وعلى عادته فى سائر اجزاء كتابه الكبير كان وصفه يتضمن الكثير من الاخبار التاريخية و الاوضاع السياسية السائدة.


(1) استرابون الجغرافى مؤرخا

وقد زار استرابون مصر فى الربع الاخير من القرن الاول ق.م. اى مع بداية الحكم الرومانى للبلاد.وقد كان فى معية ايليوس جالوس الذى عين واليا على مصر فى عام 27 ق.م.حيث أقام فى مدينة الاسكندرية قريبا من مركز العلم والمعرفة واعنى ذخائر مكتبة الاسكندرية الشهيرة التى لابد أنه أفاد منها كثيرا فى جميع مادته الجغرافية، وقريبا فى الوقت نفسه من مركز السلطة وأعنى الوالى الرومانى مما وفر له معرفة بحقيقة ألامور وتوجهات السياسة الرومانية فى مصر. وتقدر فترة مقام استرابون بالاسكندرية بما لا يقل عن خمسة اعوام لم تقطعها سوى فترة اصطحابه فيها صديقه الوالى أيليوس جالوس الى اعالى النيل فى رحلة اتاحت له رؤية الكثير من البلدان المصرية التى وصفها فيما بعد، مثلما اتاحت له اقامته فى الاسكندرية على مدى سنوات أن يصف المدينة العظيمة وصفا شاملا هو آلان مصدر معرفتنا الاول عن معالمها فى أولخر العصر البطلمى و أوائل العصر الرومانى. ولعل من حسن الاتفاق أن يكون صاحب الكتاب الوحيد الذى نعول عليه فى معرفة هذه الفترة من تاريخ مصر كاتبا من طراز استرابون من حيث العقلية و الثقافة و مصادر المعلومات التى اتيحت له. و فى بعض الامور يمكن اعتباره شاهد عيان.والواقع انه منذ بدء الاهتمام بكتابة الفترة المذكورة،اتضحت للدارسيين اهمية استرابون بوصفه مصدرا من الكتاب الثقاة،بل اخذت مصداقيته فى بعض الامور الخلافية تتاكد بعد ذلك و تزداد،ليزداد معها فى الوقت نفسه الاحساس بالخسارة لفقد كتابه الكبير فى التاريخ،وهو كتاب نعلم ان جانبا كبيرا من اجزاءه السبع واربعين اختص باحداث القرن الأخير من عصر الجمهورية الرومانية وبدايات العصر الامبراطورى و هى فترة بالغة الاهمية.ونحن نحس فى ضوء ماعرفناه من علو كعب استرابون فى التأليف الجغرافى-بأن هذا الكتاب التاريخى الضائع لايمكن ان يكون الافى مستوى كتاب المؤرخ اليونانى العظيم بوليبيوس الذى اخذ عنه استرابون، وكان يشاركه فى الحقيقة فى كثير من صفات الكاتب المستبصر و خصائصه.

غير ان استرابون الذى يوصف بأنه اسيوى المولد و النشأة،يونانى الثقافة،رواقى المذهب،يوصف ايضا بانه رومانى النزعة والتوجه والولاء.ومن المهمان نؤكد على هذه الصفة الاخيرة المؤثرة فى أحكامه.ذلك ان استرابون يمثل دائما وجهة النظر الرومانية ويحرص على تبرير السياسة الرومانية، ويدافع عنها دفاعا حارا فى جميع الاحوال حتى فيما يبدوا انه اعمال خاطئة ارتكبتها.بل ان هذا الاعجاب الفائق بالرومان هو الذى يجعلنا نفهم السبب فى تحويل استرابون عن مذهب المشائين أتباع ارسطو الى المذهب الرواقى stoicism. وذلك انه كان للرواقيين نضريتهم فى "المواطن العالمى" cosmopolites باعتبار انه البديل الافضل بل الامثل عن النزاعات المحلية والنعارات القومية التى اغرقت البشرية فى الحزازات المدمرة و جرت عليها الويلات، وكان استرابون نفسه ممن اكتووا بنارها عندما كان فى مطلع شبابه فى موطنه باسيا الصغرى. وقد كان هذا المذهب الرواقى أحب المذاهب الفلسفية الى قلوب الرومان لانه كان يتمشى مع توجهاتهم فى اخضاع العالم المأهول كله لسيطرتهم، وكان استرابون من جانبه يرى ان بسط النفوذ الرومانى على هذا العالم هو فاتحة عهد جديد من السلام والاخاء والاستقرار والرخاء. ولقد زار المؤرخ روما مرات عديدة كانت اولها فى عام 44\43 ق.م. من أجل الدراسة، و اخرها فى عام 7ق.م. وفى غضون ذلك زارا كثيرا من ولايات الامبراطورية الرومانة شرقا وغربا. اما ولاية مصر فقد جائها فى عام 27 ق.م.، والاغلب ان مقامه بل ظل حتى عام 22ق.م.

من احاديث استرابون عن مصر

فى الفصول الخمسة الاولى من الكتاب السابع عشر من"الجغرافيا" وصف للبلاد الواقعة الى الجنوب من مصر مما يسميه استرابون اثيوبيا (وتشمل عنده النوبة شمالى السودان واريتريا)،ولمجرى النيل وهو يقطعها صوب الشمال، واهم الشعوب التى سكنتها ، ثم عن دلتا النيل ومصباته عندها. وفى الفصول الستة التالية(من 6 الى 11) يتحدث استرابون حديثا ضافيا عن مدينة الاسكندرية واقليمها الذى قامت فيه وينوه بمزايا موقعها وطيب هوائها، ثم يصف احيائها وابنيتها وفى مقدمتها مناراتها الشهيرة واهم مبانيها محددا موقعها فى المدينة. وهو يورد فى ثنايا وصفه اخبارا عن مؤسسها الاسكندر وخلفائه من ملوك البطالمة. وهذا الحديث هو فى الواقع اهم مايرجع اليه للتعرف على وصف المدينة فى اواخر وجود البطالمة وبداية الحكم الرومانى.

فاذا بلغنا الفصل الثانى عشر من الكتاب استوقفتنا فى بدايته تلك الفقرة التى يتحدث فيها استرابون عن وضع مصر فى بداية العصر الرومانى، وذلك على النحو التالى:
(ومصر الان ولاية تدفع جزية كبيرة، ويحكمها رجال حكماء هم الولاة الذين يبعثون اليها على التوالى ، ومن يبعث يكون له مقام الملك، وياتى من بعده مصرف العدالة Dekaiodotis ، وكانت له الكلمة العليا فى اكثر القضايا، و(موظف) اخر يسمى الايديولوجوس Idiologos (مدير الحساب الخاص) الذى يتولى امر المتعلقات التى لا صاحب لها والتى ينبغى ان تكون لقيصر(الامبراطور) ......... وهناك ايضا ثلاث فرق من الجنود ترابط احداها فى المدينة(الاسكندرية) والاخريان فى سائر البلاد، والى جانب هذه توجد تسع كتائب رومانية، ثلاث منها فى المدينة وثلاث فى سييني (اسوان) على حدود اثيوبيا (النوبة) لحراسة هذا الاقليم، وثلاث فى سائر البلاد. وهناك ايضا ثلاث وحدات من الخيالة موزعة على نقاط مهمة(اوخطرة) .........

ويلاحظ على شهادة استرابون تقريره ان مصر "ولاية" Eparchia ، وفى ذلك مايمكن ان يرد به على الذين اثاروا فى وقت سابق قضية ان مصر كانت ملكية خاصة للامبراطور بدعوى انه لم ينص عليها بكلمة ولاية تحديدا فى نصب انقرة وهو النقش المشهور الذى امر الامبراطور اوغسطس بتسجيل كافة اعماله ومناصبه فيه كذلك يلاحظ وصف استرابون لولاية مصر بالحكمة ممايلوح انه مجاملة لصديقه الوالى ايليوس جالوس الذى كان قد اصطحبه معه الى مصر حين عين واليا عليها كما سلف القول(وهو قد جامل هذا الوالى فى موضع اخر و موضوع اهم حين برأه من تهمة الفشل فى قيادة الحملة العسكريى التى كلفه اوغسطس بتجريدها على اليمن فى عام24 ق.م. ، وعزا هذا الفشل الى خيانة الوزير النبطى سيلايوس (صالح) جاعلا من هذا الوزير" كبش فداء " استنقادا لسمعة الوالى .

كذلك يقرر استرابون فى عبارة مقتضبة مكانة الوالى فى مصر، ايماء منه الى سلطاته وصلاحياته التى سنشير اليها فيما بعد والتى جعلته فى مقام الملوك الذين حكموا مصر فى العهود السابقة ، ويذكر الموظفين الرومانيين الكبيرين اللذين كانا يساعدانه فى تصريف الشئون القضائية والمالية.

ومن حديث استرابون عن القوات العسكرية التى كانت مرابطة فى انحاء البلاد فى زمانه والتى قدرها لسكييه Lesquieur باكثر من اثنين و عشرين الف جندى، ندرك ضخامة حجم الحامية الرومانية التى اقامها اوغسطس فى مصر مما يعكس شدة قلقه من ضياعها من يده . غير انه مما يؤخذ على استرابون انه فيما استطرد اليه فى هذا الفصل (الثانى عشر) من حديث عن سكان مدينة الاسكندرية لم يكلف نفسه عناء التحرى للوقوف على حقيقة اوضاع فئات السكان المختلفة فى تلك المدينة التى كانت تعج باخلاط من البشر من سائر الجنسيات، والتى كان المواطنون الاسكندريون، و هم العنصر الرئيسى فى المدينة، يتفاوتونهم انفسهممن حيث اوضاعهم القانونية فيما يتعلق بحق المواطنة الكاملة او غير الكاملة . وانا لنعجب من استرابون الذى اقام بالمدينة فترة كافية كيف اكتفى فى هذه النقطة برواية عن بوليبيوس الذى زار المدينة قبله بنحو مائة عام(فى عهد بطليموس الثامن" يورجتيس الثانى" فى الاغلب) . ولقد نحمد لاسترابون اقتباسه لشهادة بوليبيوس ولكن من وجهة نظر اخرى وهى انه حفظها لنا من الضياع حيث قد ضاع كلية هذا الجزء من كتاب بوليبيوس الذى وردت هذه الرواية فى سياقه .

لكن رواية بوليبيوس لا تتضمن الا وصفا جزئيا لمجتمع الاسكندرية وهى وليدة انطباعات تلقاها هذا المؤرخ اثناء زيارة عابرة للمدينة. أما استرابون فكانت امامه فرصة اكبر للوقوف على حقيقة الوضع . وليس امامنا الا الفتراض بان شهادة بوليبيوس بما انطوت عليه من ترافة وسخرية قد راقت لاسترابون بنزعته الرومانية التى كانت تميل الى ازدراء سكان الاسكندرية وتعمد الحط من قدرهم فاكتفى بهذه الشهادة واثبتها ، بل لعله تعمد الا يسهب فى تفصيل الامر امعانا فى الاهمال الذى هو وليد الازدراء. يقول استرابون:
"وعلى اى حال، فان بوليبيوس الذى كان بالمدينة(الاسكندرية) استاء للحالة التى سادتها انذاك ، وهو يقول(اى بوليبيوس) انه كان يسكن المدينة ثلاث فئات ، اولها المصريين وهم عنصر الاهالى الوطنيين ، ويتصفون بانهم حادوا الطبع غير معتاديين على الحياة المدنية ، ثم فئة الجنود المرتزقة ، وقد اتصفوا بالكثرة العددية و الغلظة وصعوبة المراس (ذلك انه وفقا لتقليد قديم، كانوا يبقون تحت السلاح جنودا من الاجانب تعودوا ان يحكموا لا ان يحكموا نتيجة لصغر شأن الملوك) ثم فئة الاسكندريين ، وهم لذات الاسباب لم ياخذوا باسباب الحياة المدنية ( المستقرة) بصورة واضحة. غير انهم كانوا مع ذلك افضل من الاخرين ، لانهم بالرغم من كونهم خليطا، فانهم يونانيين فى الاصل، ولا يزالون يراعون الاعراف المشتركة لليونان "

ولدى الدارسيين بالطبع عدة تحفظات على شهادة بوليبيوس الطريف الساخرة التى راقت لاسترابون ، ومنها انه يذكر الجنود المرتزقة دون الفرق النظامية البطلمية ، ويغفل ذكر جالية كبيرة كانت مقيمة بالاسكنرية وهم اليهود وربما كان عذره ان مظهرهم اليونانى الخارجى من حيث الملبس بل ولغة الحديث قد خدعة فلم يفرق بينهم وبين اليونان . كما يبدو وهذا هو الاهم- ان بوليبيوس استخدم تعبير " الاسكندرنيين" لكل السكان من اليونان سواء أكانوا من مواطنى المدينة ام لم يكونوا ، وهو ليس صحيحا فى ضوء مانعلمه الان من الوثائق ، وكان حريا باستابون ان يتحرى الامر على وجهه الصحيح وقد كان يستطيع ان يفعل ذلك لو انه اراد.

ومن الاخبار المهمة التى اوردها استرابون عن بدايات الحكم الرومانى فى مصر تفصيل الاعمال الحربية التى قام بها الوالى الرومانى الثالث بترونيوس Petronius من اجل تامين حدود مصر الجنوبية مع النوبة وقد خصص لذلك الفصل الرابع والخمسيين ، وكان فى الفصل السابق عليه (53) قد اشار اشارة عابرة الى الثورة التى قامت فى اقليم طيبة ولم يمض على دخول الرومان مصر عام واحد وقوله " وقمع ( اى كورنيليوس جالوس اول والى على مصر) فى زمن وجيز ثورة قامت فى طيبة بسبب الضرائب" غير ان تفصيل خبر هذه الثورة واعمال كورنيليوس جالوس فى قمعها وصلت الينا فى نقش يرجع تاريخه الى عام 29 ق.م. ، وقد عثر عليه فى جزيرة فيلة Phylae ( انس الوجود) ، وكان هذا الوالى قد سجله مزهوا بانتصاراته بلغات ثلاث هى المصرية واللاتينية واليونانية وشتان مابين عبارة استرابون المقتضبة عن هذه الثورة وبين تفصيلاتها المفعمة بالفخر فى ذلك النقش المذكور، ونحن نعلم ان كورنيليوس جالوس عزل من منصبه ومات مغضوبا عليه من اوغسطس ميتة ماساوية اذ آثر ان ينهى حياته بيده فى عام 26 ق.م. ولربما كان تداعى الكارثة على جالوس راجعا الى تجاوزه حدود مارسمه اوغسطس لمنصب والى مصر بحيث ان هذا التجاوز كان يثير مخاوف الامبراطور من احتمال استقلال الوالى بهذه الوالى البالغة الاهمية ، ومن ثم كان اقتلاعه من منصبه اقتلاعا بالرغم من الصداقة القديمة بين الرجليين ومن دور جالوس البارز فى مساعدة اوغسطس على الظفر بمصر. ولعل هذه الملابسات وموت جالوس مجرحا مزموما متحورا هو ما جعل استرابون يحجم عن تفصيل خبر قمعة ثورة اقليم طيبة.

اما حملة بترونيوس فقد وردت عند استرابون فى تفصيل مسهب نجتزئ من الفقرة التالية عن المرحلة الاخيرة من الحرب فيما يلى :
" ........ وبعد ذلك سار ( بترونييوس ) الى نباتا ( جبل برقل)، وكانت هذه مقر كنداكى ( ملكة الاثيوبيين)..... وبالرغم من انها بعثت رسلا بشأن الصداقة ( مع الرومان) وتسليم الاسرى والتماثيل ، فقد هجم هو على نباتا واخذها ودمرها ........ وقد رأى ان من الصعب اجتياز المناطق فيما وراء ذلك ، ولكنه قام بتحصين بريميس ( ابريم) احسن من ذى قبل ، وترك حامية ومؤنا تكفى اربعمائة رجل لمدة عاميين......... وفى غضون ذلك هاجمت ( الملكة) كنداكى الحامية بعدة الاف ( من الجنود) ، لكن بترونيوس خف لنجدتها ووصل اليها قبلها . ولما حصن الموقع بتحصينات عديدة جاءه السفراء، لكنه امرهم بالتوجه الى قيصر( الامبراطور) ....... فوافوه فى ( جزيرة) ساموس ........ وبعد ان حصل الرسل على كل ما التمسوه تنازل لهم (قيصر) عن الجزية التى فرضها عليهم. "

وقد استغرقت اعمال بترونيوس الحربية الفترة من عام 24 الى عام 21 ق.م. وظاهر ان ترتيبات تمت بين الاثيوبيين والرومان بشأن مصالحه . وقد اكتفى الرومان باحتلال المنطقة الواقعة بين اسوان والمحرقة جنوبا حيث حصنوها تحصينا جيدا، هذا وقد ظلت الحدود الجنوبية بعد ذلك هادئة ، ولم نسمع بان الاثيوبيين شهروا السلاح فى وجه الرومان قبل ان ينتصف القرن الثالث الميلادى.


(2) تاكيتوس وموقفه المتحامل على مصر

وننظر الان فى مصدر أدبى اخرهو كورنيليوس تاكيتوس Tacitus C. (55-117 م تقريبا) وهو مؤرخ يعتبره البعض اعظم المؤرخين الرومان جميعا ويضعونه فى مكانه خاصه من حيث اللغه والبلاغه .ويهمنا من جمله مؤلفاته هنا كتابان فى التاريخ يشار الى احدهما باسم " الحوليات"Annales ويتناول تاريخ الامبراطوريه الرومانيه من عام 14م (نهايه عهد الامبراطور اوغسطس) الى عام 96م.،ويحمل الكتاب الثانى اسما عاما هو "التواريخ"Historiae ويتناول احداث عام 69م(وهى تلك الفتره الحرجه من تاريخ الامبراطوريه التى تعرف بعام الاباطره الاربعه وبعض حداث العام الذى تلاه (70م.).وقد تدرج تاكيتوس فى سلك الوظائف العامه الرومانيه مما جعله قريبا من مصادر المعلومات و أتاح له الاطلاع على الوثائق الرسميه، ومن هنا تأتى اهميه كتاباته التاريخيه .كذلك تميز المؤرخ بدقه التعبير وايجاز العباره ،وان كان هذا الايجاز قد جعل اسلوبه يبدو فى بعض الاحيان ملغزا. ونجد عند تاكيتوس عده اخبار مهمه عن مصر، و منها مثلا زياره ولى العهد الامبراطورى الامير جرمانيكوس للولايه فى عام 19م(كتاب "الحوليات" فى الفصل من59 الى61 )،وما احاط بها من ملابسات،وهى تلك الزياره التى اثارت مشكله عاصفه فى روما على الصعيد السياسى وفى داخل البيت الامبراطورى نفسه،وزياره القائد الرومانى فسبسيان للاسكندريه فى أوائل عام 70م(التواريخ، الكتاب الرابع:81-82). عقب مبايعه القوات الرومانيه المرابطه فى مصر له امبراطورا، وهى زياره حسمت النزاع على العرش الامبراطورى لصالحه . غير ان ما يستلفت النظر فى حديث تاكيتوس عن مصر حين يورد أخبارها هو ما يشوب هذا الحديث من تحامل على البلاد وعلى سكانها و ما يعكسه ذلك من شعور الكراهيه و الازدراء لهم، ونظره الاستعلاء و الصلافه. و الواقع ان هذا الشعور لدى الرومان عن مصر قد بدأ منذ أنشأ شعراء (البلاط) فى عصر اوغسطس قصائد الهجاء القاسيه لمصر و منهم فرجيليوس وهوراتيوس وبربرتيوس، حيث اخذو يكيلون لمصر وحكامها السابقين والهتها أقسى الشتائم و أقذع التهم حتى بلغ بعضها حدا كبيرا من الفحش و الاسفاف. و لكثره ما تردد من الحديث عن مصر بهذه الصوره العدائيه تأصلت عند الساده الرومان المتعجرفين نظرة بأن المصريين مخلوقات من مرتبه أدنى! و استمرت هذه النظره عند بعض الكتاب و منهم الفيلسوف الخطيب اليونانى ديون كوكيانوس الملقب فيما بعد "بذى الفم الذهبى Chrusostomos" و كان معاصرا لتاكيتوس (40-115م تقريبا)، و المؤرخ ديون كاسيوس(أواخر القرن الثانى و أوائل القرن الثالث م). و اذا كانت مصر قد قاست من الحكم الرومانى اكثر مما قاسته اى ولايه رومانيه اخرى، فلعل هذا الازدراء و الكراهيه ان يكونا من عوامل هذه القسوه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassant
عضو ذهبي
عضو ذهبي
bassant


المساهمات : 1520
تاريخ التسجيل : 11/12/2008
العمر : 36

المصادر الادبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصادر الادبية   المصادر الادبية I_icon_minitimeالإثنين مارس 02, 2009 5:44 pm

نتوقف عند العباره التاليه فى الكتاب الاول من "التواريخ" لتاكيتوس:

"منذ زمن المؤله اوغسطس تولى امر مصر(وقياده) القوات اللازمه لاخضاعها فرسان رومان لهم مكانه الملوك. ذلك انه رأى ان من الصالح ان يخضع تحت سيطرته ولايه عسيره المدخل وفيره الغلال متنافره الأهواء سريعه الهياج لايمانها بالخرافات و ميلها للفوضى، وهى جاهله للقانون ولا عهد لها بالاحكام".

ومن هذه الصفات التى الصقها تاكيتوس بمصر و المصريين تصدمنا بوجه خاص صفه "الجهل بالقانون"، وهى عباره لا يمكن لاحد ان يوافق المؤرخ عليها.ذلك انه قبل قبل تاكيتوس بنحو مائه عام شهد كاتب يونانى بعراقه العرف و القانون و قدمهما لدى المصريين، وأشاد بما كان يستند اليه هذا العرف و القانون من مبادىء أخلاقيه. وكان هذا الكاتب هو ديودور الصقلى الذى زار مصر حول منتصف القرن الاول ق.م. وذكر الفرعون المصرى بوكخوريسBocchoris بوصفه واحدا من أكثر ملوك مصر عدلا و أحد سته من اشهر المتفقهين فى القانون فى القديمه. ونعلم ان هذا الفرعون (واسمه المصرى هو باك-ان-رنف) هو احد ملوك الاسره الرابعه و العشرين، وقد حكم فتره قصيره بعد عام 720ق.م.، وانه من مجموعه القوانين التى تنسب اليه استبقى المشرع الاثيبى الاشهر سولوس اهم مبادئ تشريعه الذى صاغه لاثينا فى بدايه القرن السادس ق.م.، و هو الغاء مبدأ الاستدانه بضمان شخص المدين. و لئن كانت نصوص هذه القوانين المصريه المنسوبه الى بوكخوريس لم تصل الينا فقد امكن التعرف على بعض المؤرخين اليونان القدامى و ما ورد فى بعض البرديات القانونيه المصريه. ولا ريب فى ان هذه المبادئ القانونيه المصريه كان لها أثرها فى التشريع و نظم القضاء فى مصر فى عصر البطالمه و منها ما استمر بالضروره فى عصر الرومان.

معرفه المصريين القدماء بالقانون اذن حقيقه واقعه، وهى لابد ان ترجع الى عهود اقدم بكثير من عهد بوكخوريس. ذلك ان بلادا عرفت الحكم المركزى منذ اواخر الالف الرابعه قبل الميلاد، وحثت نصوصها الادبيه و الدينيه و نصائح حكمائها على التزام الحكام جاده الحق والعداله، وألحت على هذا المعنى الحاحل شديدا، كان لابد ان يكون لها توجه نحو التقنين بصوره ما. ولا نظن ان شخصا واسع الادراك مثل ناكيتوس كان يجهل هذه الحقائق، لكن نزعته الرومانيه الاستعلائيه غلبت روح التحرى و التحميص عنده، فنسج على منوال معاصريه فى الحط من قدر مصر، وحكم عليها بانها" جاهله بالقانون" وانكر عليها من ثم ما لاسبيل لأحد ان ينكره، وهو اسهامها فى التراث القانونى القديم.

(3) المؤرخ يوسف و مغالطاته:

و من المؤرخين الذين كتبوا باليونانيه ونجد لديهم اخبارها كثيره نسبيا عن مصر المؤرخ اليهودى يوسفjosephus الذى كان فى الاصل من رجال الدين اليهود الاثرياء و شارك فى الحياه السياسيه فى بلاده،ولكنه ارتحل الى روما بعد تدمير هيكل اليهود فى اورشليم فى عام 70م. حيث منحه الرومان الجنسيه الرومانيه واجرو عليه راتبا وبدأ هو فى تأليف كتابه الذى ظهر فيما بعد بين عامى75او79 بعنوان تاريخ الحرب اليهوديه ضد الرومان ويشار اليه عاده باسم De Bello Judaico وقد بدأه بمقدمه تاريخيه طويله منذ الصراع بين اليهود المكابيين و الملك السلوقى أنطيوخوس الرابع (ابيفانس) واستيلاء هذا الاخير على بيت المقدس (اورشليم) فى عام170 ق.م. ووصل فى تاريخه الى استيلاء القائد الرومانى تيتوس عليها فى عام70م حيث شهد المؤرخ بنفسه هذا الحدث الخطسر فى تاريخ اليهود. وقد كتب يوسف كتابه هذا اول الامر بالغه الاراميه ثم ترجمه الى اليونانيه بمساعده بعض الكتاب اليونان الذين يبدو من سلاسه اسلوب الكتاب و انسياب لغته انسيابا سهلا انهم كانوا على درجه كبيره من الحذق اللغوى، و يظهر هذا واضحا على وجه الخصوص عندما نقارن اسلوب هذا الكتاب بكتاب يوسف الاخر الذى يبدو انه كتبه باليونانيه بنفسه و هو كتاب " تاريخ اليهود القديم " و هو ذو لغه جافه.و قد كتب يوسف ايضا ترجمه ذاتيه autobiographyكما كتب رساله تحمل عنوان "ضد ابيون"و هى تلقى ضوءا على النزاع بين اليهود و اليونان فى الاسكندريه و يدافع فيها المؤرخ بالطبع عن بنى جلدته اليهود. غير انه بالرغم من ان يوسف يدافع فى كتاباته عموما عن الديانه و الثقافه اليهوديه دفاعا حماسيا فانه يبدو من الناحيه السياسيه معارضا لاى تطرف قومى من جانب اليهود،مؤيدا كل التأييد لوجهه النظر الرومانيه،حتى انه سمى فريقا من الغلاة من بنى قومه ممن خرجوا على طاعه الرومان وقاوموهم فى مصر، سماهم بالقتله السفاحينSikarioi غير ان يوسف لم ينس هويته اليهوديه فى مجال اثبات حق بعينه لبنى جنسه و ألجأه ذلك الى قدر ظاهر من المغالطه التاريخيه. ذلك انه زعم أثبت التحقيق التاريخى عدم صحته. وقد ظهر ان المؤرخ تلاعب فيه بالالفاظ واستخدم متعمدا بعض المصطلحات فى غير موضعها. و كانت مسأله التمتع بحق المواطنه الاسكندريه قد اكتسبت فى عصر الرومان اهميه خاصه اكثر من ذى قبل، ليس فقط لانها كانت تعفى من يتمتع بها من دفع ضريبه الرأس ((laographia التى فرضها الرومان على كافه سكان مصر علامه على خضوعهم (مع استثناء بعض الفئات) بل لان هذه المواطنه كانت تؤهل حاملها للحصول على حق أسمى وهو حق المواطنه الرومانيه.و يبدو ان الجدل كان محتدما فى ايام المؤرخ يوسف حول مسأله ما اذا كان اليهود مواطنين اسكندرنيين ام لا،لان تقرير المؤرخ المؤيد لهم ورد فى رساله له سبقت الاشاره اليها و هى"الرد على ابيون"، وكان ابيون هذا من اعدى اعداء اليهود و قد انكر عليهم تمتعهم بحق المواطنه الاسكندريه كانوا مواطنين اسكندريين كاملين فى العصر الرومانى، بل قال انهم تمتعوا بهذا الحق منذ العصر البطلمى،بل منذ وقت تأسيس المدينه على يد الاسكندر الاكبر.


و اذا كنا لا نشك فى ان اليهود كانوا منذ العصر البطلمى يؤلفون فى الاسكندريه جاليه كبيره مهمه بفضل تنظيمها و تماسك افرادها و نشاطها الاقتصادى، و انه كان لهذه الجاليه جمعيه قوميهPoliteuma معترف بها و لها رئيس طائفهEthnarchos مارس اختصاصات قضائيه و اداريه الى جانب زعامته الروحيه، فان الادله من الوثائق و من بعض المصادر الادبيه ليست اقل تاكيدا على انهم لم يكونوا من مواطنى الاسكندريه، و ابسطها واوضحها ما ثبت من انهم كانوا يدفعون ضريبه الرأس التى قلنا ان هؤلاء المواطنين اعفوا منها تماما.غير انه لا مجال هنا لاستعراض ادله اخرى، و انما يهمنا بشأن يوسف بوصفه مؤرخا ان ننتبه الى انه بازاء التزامه دائما وجهة النظر الرومانيه ناحيه،ولجوئه فى تلك القضيه الى محاوله اثبات امرا اعتمادا على مغالطه متعمده باسلوب" تحريف الكلم عن مواضعه"، يصبح لزاما على الباحث ان ياخذ كلام هذا المؤرخ بكثير من الحرص و الحذر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المصادر الادبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لعيونكم :: الصفحه الرئيسيه :: منتدى التأريخ-
انتقل الى: