منتديات لعيونكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تهتم ببرامج الكمبيوتر والانترنت والشعر والرياضه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» درس الخلفيـــــة الناريـــة بالفوتوشوب
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 1:01 am من طرف al_jorany_88

» كتاب السحر الاشهر>>>منبع اصول الحكمه للعلامه البوني
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 29, 2014 10:06 pm من طرف علي الأكبر

» برنامج روعة لاصلاح usb بلمسة زر
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 16, 2014 6:44 pm من طرف a1b2c3ma

» انشودة رمضان - ابو حنين الخادم و ابو زينب العامري , جميلة جداً و هادئه 2014
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالأحد يونيو 29, 2014 6:28 pm من طرف هذيان عاشق

» تاريخ ناحية النصر
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 6:02 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» محافظة ذي قار
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 5:57 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» اشتباه في ذكر موضوع في خصوص العشائر العراقيه
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 5:36 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» كتاب السحر العجيب فى جلب الحبيب
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2014 1:42 pm من طرف شوان

» سجل في هذا الموقع لمعرفة باسوورد حسابات الفيس بوك
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2013 5:01 pm من طرف ابو كرار الساعدي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابو كرار الساعدي
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
bassant
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
bobo
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
ابراهيم الساعدي
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
حبيبة بابا
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
nona
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
حيدر العتابي
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
الهلالي
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
حمادة الساعدي
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
احسان العراقي
مصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_rcapمصر والامبراطوريه الرومانيه I_voting_barمصر والامبراطوريه الرومانيه I_vote_lcap 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 66 بتاريخ الأربعاء يوليو 09, 2014 4:54 am

أخبر صديقك عن موقعنا


 

 

 مصر والامبراطوريه الرومانيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bassant
عضو ذهبي
عضو ذهبي
bassant


المساهمات : 1520
تاريخ التسجيل : 11/12/2008
العمر : 36

مصر والامبراطوريه الرومانيه Empty
مُساهمةموضوع: مصر والامبراطوريه الرومانيه   مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالإثنين مارس 02, 2009 6:22 pm

من نهايه عهد أوغسطس حتى أواخر القرن الأول الميلادى

أولا: أباطرة أسرة يوليوس-كلوديوس
تربع اوغسطس على عرش الامبراطوريه الرومانيه اكثر من اربعين عاما (27 ق.م- 14م) . وفى خلال هذا العهد الطويل الذى مارس فيه اوغسطس فى الواقع العملى سلطه اوتوقراطيه مطلقه ، اتيح له ان يوطد دعائم الامبراطوريه ويرسى قواعد الحكم الرومانى فى سائر الولايات .

اما مصر، ولايه مصر الغنيه، فقد رأينا كيف وضع لها اوغسطس من نظم الحكم والاداره واتخذ فيها من التدابير والاحتياطات ما كان كفيلا بضمان بقائها فى حوزه الامبراطوريه وما يحقق اكبر قدر من عائداتها لصالح الشعب الرومانى.


والواقع ان خطوط سياسه اوغسطس فى مصر كانت واضحه المعالم منذ البدايه من اجراءاته الأولى التى اتخذها فى مصر فى الفتره الزمنيه القصيره التى مكثها فيها بعد انتصاره على انطونيوس وكيلوباترة. وقد استكملت هذه السياسه ملامحها فى سنوات حكمه الأولى بعد تقلده منصب الامبراطور فى روما. ولقد ظلت هذه التدابير والنظم تشكل هيكلا اساسيا لسياسه خلفاء اوغسطس فى مصر فتره طويله من الزمان، بحيث يمكن القول بان هؤلاء الخلفاء ساروا على نهجه فى اداره الولايه لصالح روما ادارتهم لضيعه او لصومعه غلال، يتفاوتون فى استغلالها قوه او عنفا اواعتدالا اورفقا، ولكن فى اطار تلك السياسه المرسومه، بل انهم ظلوا يراعون حتى تلك القاعده الاستثنائيه التى وضعها اوغسطس لمنع اعضاء مجلس الشيوخ(السناتو) الرومانى وسائر الشخصيات الرومانيه البارزه من دخول مصر الا باذن خاص من الامبراطور ولم يغضوا النظر عن هذه القاعده الا بعد ان فقدت مصر اهميتها الاقتصاديه. كذلك لم يحدث تغيير جذرى فى نظم الاداره والحكم فى مصر الا فى اواخر القرن الثانى الميلادى على عهد الامبراطور سبتيميوس سفيروس .


ونتناول فى هذا الفصل ابرز الاحداث التى وقعت بمصر ابان القرن الأول الميلادى، ونعرض لما اثبتته مصادرنا من تطور احوالها آنذاك، وهى أحداث وأحوال لا تخرج عن كونها ردود فعل من جانب هذه الولايه ازاء ممارسات السياسه الرومانيه فيها وعلى اختلاف فئات سكانها، او موقف ولاة مصر من تقلبات الصراع على الحكم فى روما، وهو امر بدت فيه مصر عنصرا مؤثرا له ثقله قرابه نصف قرن من الزمان بعد اوغسطس .

أ-الامبراطور تيبيروس (14-37 م):

حين تولى تيبيروس عرش الامبراطوريه كان كهلا فى الخامسه والخمسين من عمره، عركته الحياه بل قست عليه فى احوال كثيره، كما كان قد امضى سنوات طويله من عمره يحتمل المهام و المسئوليات فى عهد اوغسطس حتى تمرس بشئون الاداره والحكم واصاب خبره فى شئون الامبراطوريه ومعرفه بتيارات السياسه فى العاصمه روما. وقد اتصف هذا الامبراطور بالجد و الصرامه والتهجم، وكانت حياته الأسريه التعسه قد اضفت على شخصيته قدرا من الاكتئاب وحده الطبع والميل الى الشك و التجوس من المحيطين به، لكنه فى سياساته العامه اتصف بالحزم و الشده و الميل الى توخى العدل و الأنصاف، وكره المظهريات و ضروب التزلف و النفاق.وفيما يتعلق باداره شئون الولايات أثر عن تيبيريوس حرصه على الحزم مع الولاه وتشدده فى محاسبه جباه الضرائب، وكان قد شهد بنفسه عن كثب تعسفهم فى الجبايه و تفننهم فى الابتزاز. ولعل وجهة نظره فى ذلك الا تتعرض الولايات لاضطرابات داخليه من جزاء الضغط الاقتصادى على السكان. وفيما يتعلق بولايه مصر بالذات فان ثمه عباره مأثوره تروى عن تيبيريوس وتوضح اتجاهه نحو حمايه رعاياه من عسف الجباة، وهى عباره لوم شديده وجهها الى ايميليوس ركتوس Aemilius Rectus واليه على مصر، حين ارسل اليه جزيه البلاد السنويه زائده عن القيمه المقدره قائلا: "اريد لغنمى ان تجز لا ان تسلخ"، بمعنى ان تجز اصوافها لا ان تسلخ جلودها. بيد ان هذه العباره تنم فى الوقت نفسه عن سياسه حكيمه، وهى الا ترهق الولايات بالضرائب اكثر مما ينبغى لكى تبقى البقره الحلوب تدر على الامبراطوريه على المدى الطويل البانها .

وتشير الدلائل الى ان الأمن الداخلى فى ولايه مصر ظل مستتبا حتى أواخر أيام حكم تيبيريوس، وان اقتصادها كان فى حاله انتعاش، ويبدو ان سياسه أوغسطس بدأت تؤتى ثمارها فى هذين المجالين، فاما عن حاله الأمن فنحن نعلم ان تيبيريوس قرر فى عام 23 م سحب فرقه من الفرق الرومانيه الثلاث التى كان اوغسطس قد وضعها فى مصر، وبذلك انخفض عدد جيش الاحتلال الرومانى فى مصر الى اقل من سبعه عشر الف جندى، بعد ان كان يربو على اثنين وعشرين الفا. ومن الواضح ان مقتضيات الأمن والدفاع فى مصر لم تعد تستوجب بقاء كل هذه القوات فى الولايه. غير ان هناك ما يشير الى انه فى أواخر عهد تيبيريوس لاحت فى الأفق نذر اضطرابات متوقعه فى مصر. ويتضح ذلك من وثيقة بردية تضمنت أمرا او منشورا أصدره والى مصر أفيليوس فلاكوس يحظر فيه على الأهالى حمل السلاح او احترازه وينذر المخالفين بعقوبه الاعدام. فاذا ربطنا بين هذه الوثيقه البرديه وحديث الكاتب اليهودى فيلون عن حامل هذا الوالى على اليهود و قيامه بتفتيش منازلهم بحثا عما قد يكون بها من سلاح دون ان يجد شيئا، فى حين وجد الكثير من السلاح المخبئ فى منازل المصريين، استطعنا ان نفهم ان الاضطرابات المتوقعه ذات صله بالوضع المتوتر فى الاسكندريه بين اليهود والمواطنين الاسكندريين منذ بدايه الحكم الرومانى وهو وضع لم يلبث ان انفجر فى احداث عنف داميه بين الفريقين بعد موت تيبيريوس كما سنرى .

تغيير نظام العمله:

اما عن انتعاش موارد مصر الاقتصاديه فان ما يدل عليه هو قرار تيبيريوس بان تصدر دار السكه فى الاسكندريه عمله فضيه لها قيمه الدينار الرومانى denarius ، وقد سبق ان ذكرنا ان اوغسطس- امعانا منه فى سياسه وضع مصر بمعزل عن بقيه الامبراطوريه- اكتفى بان تصدر الاسكندريه عمله برونزيه من فئه التترادراخم(الأربع دراخمات) ، ولا يكون لها قيمه الا فى مجال التعامل فى مصر وحدها، ثم حدد قيمه هذه العمله لبرونزيه بالنسبه الى الدينار الرومانى ليمكن تقدير الجزيه النقديه السنويه على مصر. اما العمله الجديده التى امر تيبيريوس بسكها فى الاسكندريه فكانت من فئه الأربع دراخمات ايضا، لكنها كانت خليطا من الفضه و البرونز، وقد لوحظ ارتفاع نسبه الفضه فيها وزياده وزن قطعه العمله ذاتها، وهى أمور يرى فيها المؤرخ مؤشرات واضحه الى الرخاء الاقتصادى .

ولعل تيبيريوس ادرك ان الابقاء على العمله البرونزيه المحليه يؤدى الى تعقيدات شديده عند احتساب الجزيه السنويه على مصر او عند جبايتها ، ولذلك فان اهميه قرار تغيير العمله يكمن فى تيسير عمليه تحويل الدينار الرومانى الى العمله المصريه الجديده او العكس، وقد ادى ذلك ايضا الى تيسير التبادل التجارى بين مصر واقطار الامبراطوريه، فكان لهذا أثره من غير شك على ما احرزته تجاره الاسكندريه بعد ذلك من انتشار واسع المدى. هذا وقد بدأ سكالعمله الفضيه الجديده فى مصر فى العام السابع من حكم تيبيريوس وظلت ساريه فى مجال التعامل حتى عهد الامبراطور دقليديانوس فى أواخر القرن الثالث الميلادى .

ادخال نظام الخدمات الالزاميه Leitourgia:

اشرنا منذ قليل الى ما اثر عن تيبيريوس من حزم مع الجباه الضرائب فى الولايات وميل الى توخى الاعتدال والانصاف مع رعاياه. وفى هذا المجال يذكر ان عهده شهد تحولا فى نظام تحصيل الضرائب من مبدأ الالتزام الى تعيين محصلين رسميين للضرائب Practores من قبل الخزانه العامه. ومعلوم انه فى نظام الالتزام كان الملتزمون الجشعون- واكثرهم من طبقه الفرسان- يتفننون فى ابتزاز الأهالى للحصول على ما يفوق التزامهم. بيد ان ما يؤخذ حقا على تيبيريوس فى مجال السياسه الماليه فى مصر هو ادخاله نظام الخدمه الألزاميه او بمعنى اخر نظام السخره، وهو نظام كان له اوخم العواقب على أحوال مصر الاقتصاديه خاصه بعد ان أحكمت حلقاتهمنذ أوائل القرن الثانى الميلادى. والأصل فى نظام الالزاميه انه تكليفات من الدوله للقادرين من رعاياها الأثرياء دون سائر المواطنين للنهوض بأعمال للصالح العام. وقد وجد ما يشبه هذا المبدأ فى الملكيات الشرقيه القديمه حيث كانت قوى الشعب العامله مهيئه فى جملتها للوفاء بما يتطلبه مجد الملك الحاكم وعظمته من أعمال الانشاء والتشييد خاصه فى مجال المبانى الدينيه. وفى بلاد اليونان القديمه- وبخاصه فى مدينه أثينا التى نعلم عنها اكثر مما نعلمه عن غيرها فى هذا الخصوص- أقتضت تطبيقات المبدأ الديمقراطى فى القرنين الخامس والرابع ق.م، ان يتناوب أثرياء المدينه فى احتمال نفقات وظيفه من الوظائف او خدمه من الخدماتمن أموالهم الخاصه، ومن ذلك مثلا تجهيز السفن لدعم أسطول الدوله،او الانفاق على "انتاج" عرض مسرحى يشاهده المواطنون كافه بالمجان، وكانت الكلمه التى أطلقت على هذه الخدمات وهى Leitourgia تعنى فى اليونانيه حرفيا "العمل من اجل الشعب". كذلك عرف الرومان فى فتره باكرة من تاريخهم مبدأ القيام بالواجبات التى عرفت باسم Munera.
بيد ان ما ادخله الرومان فى ولايه مصر منذ أيام تيبيريوس كان شيئا مختلفا تماما، وان أطلق عليه ذات التعبير Leitourgia. كان نظاما لأعمال جبريه يسخر الأفراد لأدائها قسرا. وقد تطورهذا النظام ليمتد الى كل مجالات الخدمه ويشمل كل فئات السكان عدا الأقليات الممتازة، ويسرى فى أرجاء مصر الى ابعد القرى و النجوع. وسنشهد هذا النظام وقد تشكل بصوره واضحه فى منتصف القرن الأول الميلادى ليكتمل هيكله فى عهد الامبراطور تراجان (أوائل القرن الثانى الميلادى) وعندئذ سنشهد نظام سخرة بالغ القسوه عاد على اقتصاديات البلاد بأسوأ النتائج .

زيارة جرمانيكوس لمصر وأصداؤها:

ومن اهم ما وقع فى عهد تيبيريوس من احداث تتعلق بمصر، زياره الأمير جرمانيكوس ابن شقيق الامبراطور وولى عهده للولايه فى عام 19 م.ذلك ان ملابسات هذه الزياره تلقى أضواء كاشفه على مدى حساسيه وضع مصر بالنسبه للامبراطور، كما تكشف عن جوانب من شخصيه تيبيريوس، وردود فعل المصريين ازاء الوجود الرومانى. ونحن نستمد معلوماتنا عن هذه الزياره اساسا من روايه المؤرخ الرومانى تاكيتوس ومن احدى الوثائق البرديه اليونانيه التى تضمنت منشورين أصدرهما جرمانيكوس أثناء وجوده فى مصر. وقد كان جرمانيكوس شخصيه جذابه محبوبه على عكس شخصيه عمه الامبراطور. وقد عينه تيبيريوس على مضض حاكما عاما على الولايات الرومانيه الشرقيه من اجل تنظيم شئونها، وكانت احوال بعض هذه الولايات قد اضطربت اضطرابا شديدا خاصه ولايه أرمينيا. وانتهز الأمير جرمانيوس فرصه وجوده فى الشرق ليزور مصر للتعرف على آثارها ونيلها العظيم، على نحو ما فعل وهو فى طريقه الى الشرق حيث زار عده مدن يونانيه شهيره لمشاهده آثارها العظيمه، وهى زيارات لقى فيها من ضروب الحب و التكريم ما كان يمثل تجاوزا لكل الحدود المعقوله، بل انه كان يشكل اعتداء على بعض حقوق الامبراطور نفسه .

وعلينا هنا ان نلاحظ ان جرمانيكوس حين زار مصر لم يستأذن الامبراطور كما كانت تقضى القاعده التى وضعها أوغسطس والتى سبق ان اشرنا اليها فى اكثر من موضع سابق، وهى عدم السماح لأعضاء مجلس السناتو او الشخصيات الرومانيه البارزه بدخول مصر الا بأذن خاص من الامبراطور. وفضلا عن ذلك فقد أثار انزعاج تيبيريوس ما لقيه جرمانيكوس فى مصر من حفاوة بالغه. ذلك انه الى جانب شخصيه الأمير الجذابه وسلوكه البسيط، ومنهمثلا سيره بين الناس دون حراسهاو اشارات للسلطه التقليديه، مرتديا زيا يونانيا، فان جرمانيكوس امر بفتح صوامع الغلال لمواجهة ازمه اقتصاديه كانت مصر تمر بها فى ذلك العام لتدنى مستوى فيضان النيل. وترتب على هذا الاجراء انخفاض اسعار القمح وتخفيف وطأه الأزمه على الناس. وقام الأمير برحله نيليه بلغت به طيبه وأسوان، وفى كل مكان كان يحل به، كان الناس يخلعون عليه من مظاهر التعظيم والتمجيد ما لا يليق الا بشخصيه الامبراطور، حتى لقد اضطر الأمير نفسه الى اصدار أوامر الى الأهالى بالكف عن ذلك شعورا منع بالحرج ازاء عمه الامبراطور. وقد كان امرا طبيعيا ان يضيق تيبيريوس بزياره جرمانيكوس لمصر ضيقا شديدا الى درجه انه اثار موضوعا امام مجلس الشيوخ (السناتو) موجها الى ابن اخيه لوما لمسلكه بين الجماهير فى مصر،لكنه انتقده انتقادا شديدا لانه اقدم على كسر قاعده من قواعد الحكم و السياده Arcana ، تلك القاعده التى وضعها أوغسطس، أعنى زيارة مصر دون اذن مسبق.
ولا حاجة إلى أن نمضى فى سرد بقية الوقائع التى انتهت بموت جرمانيكوس فى سوريا ميتة أثارت الشكوك فى أطراف كثيرة كان منها الامبراطور نفسه، أو فى تتبع أثار هذه الأزمة فى البيت الامبراطورى، وإنما يعنينا من خبر هذه الزيارة أمران: أولهمل هو عقدة الخوف من ضياع ولاية مصر، وهو مايتجلى فى حرص الامبراطور على بقاء الولاية بعيدة عن أى أحداث قد تؤدى مضاعفاتها إلى تهديد سيطرته عليها، حتى وجدنا قاعدة السيادة المشار إليها سابقا تسرى على أعضاء الأسرة المالكة الامبراطورية أيضا. والأمر الثانى هو أنه مع تسليمنا بما سبق أن ذكرناه من أسباب ابتهاج الاسكندريين وحماسهم لزيارة الأمير المحبوب جرمانيكوس، فإن من الممكن أن ننظر إلى هذا الترحيب الذى جاوز كل الحدود على أنه كان أمرا مقصودا لإثارة حنق الامبراطور و غيظه. وقد كانوا فى الأغلب يعلمون مابينه وبين ولى عهده من نفور، فأرادوا بسلوك لا يرضى عنه الامبراطور إظهار ازدرائهم لسلطته. وقد سبق أن بينا عوامل ضيق الاسكندريين بحكم الرومان لمصر منذ البداية بالرغم مما نعموا به فى ظل هذا الحكم من امتيازات اقتصادية ومكانة اجتماعية مرموقة بين فئات السكان. ولسوف نرى أن الاسكندريين كانوا ينتهزون أية فرصة تسنح لهم لإظهار تأييدهم لأى شخص يتحدى سلطة الامبراطور أو يتمرد عليه .

ب_ الامبراطور جايوس"كاليجولا" (37_41 م):

تفجر الصراع الطائفى بين اليونان واليهود بالاسكندرية :

بدأ هذا الامبراطور عهده وسط ابتهاج الرومان بمقدمه، لكنه لم يمض سوى بضعه أشهر من توليته العرش حتى خاب أملهم فيه، اذ بدا كاليجولا Calligula اشبه بشخص مختل العقل فاقدا لاى توازن نفسى. ومن مظاهر تطرفه على سيبل المثال دعوته الى حكم الامبراطور المطلق بلا حدود او قيود او التزام بنظم اودستور، مهدرا بذلك حقوق مجلس السناتو تماما، ومنها ايضا دعوته الى تأليهه من كافه رعايا الامبراطوريه واقامه تماثيل الهيه له ووضعها فى سائر المعابد فى جميع أنحاء الولايات. وفيما يتعلق بمصر، شهد عهد هذا الامبراطور اندلاع نار الفتنه الطائفيه بين اليونان واليهود فى مدينه الاسكندريه، فكان ذلك فاتحه لسلسله من الفتن الطائفيه والصراعات الدمويه التى امتدت حتى منتصف القرن الثانى الميلادى والتى شكلت فصلا مهما من تاريخ الحكم الرومانى فى مصر. وقد مر بنا من قبل كيف ان يونان الاسكندريه كانوا يكنون للطائفه اليهوديه فى المدينه حقدا واحتكارا شديدين، اذ انهم لم يعفروا لليهود خياناتهم للاسره الحاكمه البطلميه ومساعدتهم للرومان فى الاستيلاء على مصر، كذلك فانهم احتقروا تزلف اليهود ومداهنتهم للرومان بعد احتلالهم مصر، ونقموا على الرومان محاباتهم بالتالى لليهود حيث أظهروا لهم الود ومنحوهم كثيرا من الامتيازات . غير ان اشد ما اثار نقمه الاسكندريين على اليهود هو سعى اولئك للحصول على حق المواطنه فى مدينه الاسكندريه.

وتوحى لنا بعض كتابات المؤرخ اليهودى يوسف بان النزاع كان محتدما حول احقيه اليهود فى هذه المواطنه، وان زعماء اليونان تشددوا الى الحد الأقصى فى انكار هذا الحق عليهم. وقد كان من الطبيعى ان يتخذ الاسكندريون من اليهود هدفا للتنفيث عن مشاعر الكره التى أضمروها للرومان الذين لم يكن لهم قبل بمواجهتهم، حتى ساد بين اليونان واليهود جو من التوتر الشديد. وقد سبق ان لاحظنا ان بوادر الصدام بين الفريقين لاحت فيما يبدو منذ أواخر أيام الامبراطور تيبريوس، وهو ما يتجلى فيما قام به الوالى أفيليوس فلاكوس من حمله لجمع ما فى يد الأهالى من أسلحه. وفى عام 38 سنحت للاسكندريين فرصه للتحرش الشديد باليهود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassant
عضو ذهبي
عضو ذهبي
bassant


المساهمات : 1520
تاريخ التسجيل : 11/12/2008
العمر : 36

مصر والامبراطوريه الرومانيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصر والامبراطوريه الرومانيه   مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالإثنين مارس 02, 2009 6:24 pm

ففى اغسطس من ذلك العام مر بالاسكندريه الأمير اليهودى أجريبا Agrippa وهو فى طريقه الى تولى حكم امارة الصغيرة على حدود جودايا Judaea (اليهوديه بفلسطين)، وهى منحه حصل عليها من صديقه الامبراطور كاليجولا. وكان هذا اليهودى قد عاش من قبل فى الاسكندريه وعرفه الاسكندريون قبل ان يسعده الحظ بهذه الاماره رجلا مدينا مفلسا، وراعهم ان يغدو بين عشيه وضحاها أمير وان يستقبله بنو جلديه اليهود فى المدينه استقبال الملوك. فنظموا مظاهرة صاخبه طافت شوارع الاسكندريه ممعنه فى السخريه والاستهزاء بأجريبا. غير انهم سرعان ما أفاقوا الى ان الامير اليهودى صديق مقرب الى الامبراطور كاليجولا، وانه لم لن ينقذهم من غضب هذا عليهم الا ان يوقعوا بينه وبين اليهود، فادعوا انهم ما تظاهروا ضد أجريبا الا لان اليهود لم يستجيبوا للامر الامبراطورى الصادر باقامه تماثيل للامبراطور فى معابدهم اظهار للولاء له كما فعلت سائر المعابد فى ارجاء الامبراطوريه. وهكذا دبر الاسكندريون للامر ببراعه، ويبدو انهم استطاعوا ان يستميلوا الى جانبهم الوالى الرومانى، ثم قاموا بشن هجوم بالغ الشراسه على اليهود فى متاجرهم ودورهم وفى بيعهم (معابدهم) وامعنوا فيهم القتل ونكلوا بهم تنكيلا شديدا. وقد افلح أجريبا بعد ذلك فى اقناع صديقه الامبراطور بعزل والى مصر لانه لم يعالج الموقف بالحزم المطلوب مما جعل الفتنه تبلغ مبلغها الخطير. ثم قرر كل من الفريقين بعد ذلك ارسال سفاره الى روما لشرح القضيه امام الامبراطور، فكان على رأس السفاره اليونانيه أبيون وعلى رأس السفاره اليهوديه الفيلسوف فيلون، غير ان الامبراطور شغل عن كل من السفارتين بأمور تافهه، ولم يظهر ازاء اليهود تعاطفا بالمرة، ثم لم يلبث كايجولا ان لقى مصرعه فى اول عام 41 م دون ان يقضى بين الفريقين بشئ.


ج- الامبراطور كلوديوس: ملامح من سياسته فى مصر من واقع برديه لندن رقم 1912(P.Lond.1912)

وقد كان طبيعيا ان يفكر يهود الاسكندريه فى الانتقام لأنفسهم مما لحق بهم فى اضطرابات عام 38 من قتل وتدمير وهوان. ولا يستبعد انهم اخذوا يجمعون الأسلحه من كل مكان، واستقدموا الى الاسكندريه عددا من اليهود سواء من فلسطين او من انحاد مصر. وعلى ذلك فانه عندما تولى الامبراطور كلوديوس العرش خلفا لابن أخيه كاليجولا، كانت مسأله النزاع الطائفى فى الاسكندريه لاتزال تفرض نفسها. وفى هذه الظروف ايضا فطنت السلطات الرومانيه الى ان مصر الخطر على امن مصر اصبح يكمن الآن فى هذا النزاع الدموى، فتقرر نقل الفرقه العسكريه الرومانيه التى كانت ترابط فى جنوب مصر (اما فى قفط او فى طيبه) لترابط فى معسكر نيقوبوليس بالاسكندريه الى جانب الفرقه التى كانت موجوده هناك اصلا، ولم يلبث ان اندلع النزاع المسلح من جديد بين الفريقين، ويبدو ان اليهود كانوا هم البادئين هذه المره بالعدوان. وقد امر كلوديوس واليه بقمع الفتنه الجديده بشتى الوسائل، ثم قرر الفريقان ارسال الوفود الى روما لشرح القضيه وطرح بعض المطالب امام الامبراطور. وقد وصلتنا وثيقه برديه بالغه الأهميه هى عباره عن رد الامبراطور على مطالب الفريقين. وتعرف هذه الوثيقه باسم "رساله كلوديوس الى الاسكندريه"، وهى تنم عن قدر كبير من الاتزان والحكمة اللذين تمتع بهما هذا الامبراطور، بحيث انها جعلت الباحثين يعيدون النظر فى الصوره السيئه بل الشائهة التى رسمها الكتاب المعاصرون لكلوديوس وصوروه فيها على قدر من الضعف والتردد والبلاهة. كذلك تلقى الوثيقه الضوء على بعض الأوضاع الداخليه فى مدينه الاسكندريه خاصه من حيث نظم الأداره المحليه فيها، وعلى ملابسات تلك الفتنه الأخيره بين الاسكندريين واليهود .

ويمكن تقسيم متن هذه الرساله الى ثلاث اقسام، يتناول أولها موقف الامبراطور من عدة اقتراحات تقدم بها اليه الاسكندريون لتكريمه وتمجيده، تملقا له بالطبع، فيقبل كلوديوس بعضها ويرفض الآخر. ومن هذا الذى رفضه اقتراح تعيين كاهن خاص لعبادته واقامه المعابد من اجل ذلك. ويذكر الامبراطور لرفضه اسبابا تبين لنا مدى اتزانه ولباقته وفهمه للمشاعر البشريه وترفعه عن ضروب التملق الزائد عن الحد. ويتناول القسم الثانى من الرساله مسأله حف المواطنه فى مدينه الاسكندريه. وقد سبق ان اعرفنا ان التمتع بهذا الحق كان يعطى صاحبه كثيرا من الامتيازات، وأهمها الاعفاء من ضريبه الرأس، وامكان الحصول على المواطنه الرومانيه مباشرة. وكان من الطبيعى ان نرى كثيرا من فئات السكان فى مصر، وفى مقدمتهم اليهود، يسعون الى ادراج انفسهم فى عداد مواطنى الاسكندريه دون وجه حق. ويبدو ان هذه المسأله سببت فى ذلك الوقت كثيرا من القلق للاسكندريين، وجعلت المشرفين على شئون المدينه يرفعون أمرها الى الامبراطور. وقد انتهز الاسكندريون هذه الفرصه ايضا ليعاودوا التماس تحقيق مطلبهم القديم العزيز لديهم، وهو انشاء مجلس الشورى Boule للمدينه، فقد كان يعز عليهم حرمان مدينتهم هذا المجلس لما كان فى ذلك من انتقاص شديد من حريتهم فى اداره شئونهم الداخليه. فاما عن حق المواطنه الاسكندريه فقد جاء رد الامبراطور فى الرساله مؤكدا له لجميع من توافرت لهم شروط التسجيل فى منظمات الشباب Ephebeia حتى وقت اعتلائه هو العرش (وهو تسجيل كان يتم للشباب الاسكندرى فى سن الرابعه عشرة). ولم يستثن كلوديوس من ذلك الا من اندسوا فى هذه المنظمات الشبابيه خلسه من أبناء الاماء (الأرقاء). كذلك أبدى الامبراطور تأييده لاقتراح الاسكندريين ان تحدد مدة تولى المناصب البلديه فى مدينتهم بثلاث سنوات، باعتبار ان شاغلى هذه الوظائف من شأنهم ان يتصرفوا تصرفا معتدلا حذرا عندما يحسون بأن عليهم تقديم الحساب فى وقت قريب عن اى خطأ يرتكبونه أثناء توليهم وظائفهم. ولقد نفهم من ذلك ايضا ان هذه الوظائف كانت قبل ذلك تشغل لوقت غير محدود أو لأكثر من ثلاث سنوات. واما عن اهم مطلب للاسكندريين، وهو أنشاء مجلس شورى، فقد تهرب منه الامبراطور، او هو قد رفضه فى الواقع ولكن بأسلوب دبلوماسى لبق. وقد كان يعلم من غير شك كم كان الاسكندريون يتوقون الى هذا المجلس، لكنه كان يعلم ايضا ان الامبراطور أوغسطس سبق ان رفض مطلبهم هذا، وهو (اى كلوديوس) لايجرؤ على تعديل نظم او تشريعات أقرها أوغسطس، ويدرك في الوقت نفسه ان الاستجابه لهذا المطلب لايتفق ومصلحه الحكم الرومانى فى مصر.لكن كياسه الامبراطور جعلته يرد على الاسكندريين قائلا:
(تعلمون انه لم يكن لكم مجلس فى عهود من سبقونى من الأباطره وبما ان هذا اقتراح جديد يثار الان، وليس من الواضح ما اذا كان ذا نفع للمدينه (الاسكندريه)وحكومتى، فقد كتبت الى أيميليوس ركتوس (الوالى) ليبحث الأمر ويخبرونى عما اذا كان من انشاؤه أصلا، وعن طريقه انشائه اذا كان ذلك ضروريا.) ولابد من انه لم يخف على ذكاء الاسكندريين ان الامبراطور يرفض طلبهم مهذبا على طريقه ارجاء البحث فى المسأله الى اجل غير مسمى. ولم يكن امامهم الا ان يطووا صدورهم على أملهم المكبوت. ومما يجدر ذكره هنا ان الاسكندريه ظلت تفتقد مجلس الشورى حتى عام200 م. وفى القسم الثالث والأخير من الرساله يعالج الامبراطور مسأله النزاع الطائفى بين اليونان واليهود وتبدو لهجته فى الحديث هنا صارمه أشد الصرامه منطويه على قدر من التهديد و الوعيد. فهو يؤكد للفريقين انه لن يسكت على استمرار منازعاتهم، وينصح الاسكندريين بحسن معامله اليهود، وينبه اليهود الى ما ينبغى عليهم من استشعار القناعه والرضا بما يتمتعون به من ميزات فى مدينه " ليست مدينتهم "، وانهم لا يجب ان يسعوا الى الحصول على أكثر من ذلك (وربما يشير الامبراطور هنا الى سعيهم للحصول على المواطنه الاسكندريه)، ويحذرهم تحذيرا شديدا من اثاره القلاقل باحضارمزيد من اليهود الى المدينه من خارجها. ولا ندرى الى اى مدى أفلحت رساله الامبراطور كلوديوس فى تهدئه الفريقين. لكننا نعلم من احدى البرديات من المجموعه المعروفه عند الدارسين باسم "اعمال الشهداء الاسكندريين Acta Alexandrinorum ". ان وفودا جديده من الاسكندريين واليهود قصدت الى كلوديوس فى عام 53 م لعرض شكاواها، مما يدل على ان المشكلات بين الفريقين كانت لاتزال قائمه. غير ان الامبراطور انحاز هذه المره الى اليهود الذين كان يتحدث باسمهم الملك أجريبا، وانتهى الأمر بصدور حكم الأعدام على زعيمى الوفد الاسكندرى.

د-الامبرطور نيرون (54-67 م):

أولى هذا الامبراطور قدرا كبيرا من الاهتمام بالولايات الرومانيه الشرقيه فى السنوات الأولى من حكمه، وخص مدينه الاسكندريه بعنايه خاصه من حيث حصر عدد مواطنيها الأحرار وتسجيلهم فى قبائل Phylae وأحياء demoi ، وتنظيم العلاقه اداريا بين القبيله والحى، وقد أعاد تسميه أحياء المدينه وأنشأ قبائل جديده. والواقع ان قلب هذا الامبراطور العاشق للثقافه والفنون اليونانيه قد مال ميلا شديدا الى الاسكندريه التى ازدهرت فيها هذه الثقافه أيما ازدهار، حتى لقد قيل انه ابان ازمه الحكم التى عصفت به فى أواخر أيام حكمه حين تخلى الجيش عنه، فكر فى الهروب الى مصر، او تمنى ان يقوم الشعب الرومانى بتعيينه واليا عليها بعد ان تأكد من فقد عرش الامبراطوريه. وقد كان لما أظهره نيرون من اهتمام بمصر صداه فى بعض ما وصل الينا من مصادر وثائقيه، حيث تطلق عليه هذه المصادر اوصافا والقابا تدل على شعبيته فى هذه الولايه، وتتنافى تماما مع الصوره النكراء التى استرقت فى اذهان الناس عن هذا الامبراطور فى القسم الغربى من الامبراطوريه. وليس من شك فى ان مصر نعمت فى ايام نيرون بالاستقرار الاقتصادى وانتعاش الموارد، حيث زادت انتاجيه الأرض من القمح، واتسع مجال التبادل التجارى، ووصل نشاط دارسك النقود فى الاسكندريه إلى أقصاه ووصلتنا نحن كميات كبيرة من العملات الفضيه ذات الأربعه دراخمات (التترادراخم) من ذلك العهد. وقد سبق ان مر بنا ما ذكره المؤرخ يوسف اليهودى من أنه إلى جانب ما كانت مصر ترسله من جزيه نقديه إلى روما فى عهد نيرون، كانت تمد روما بما يكفيها من القمح أربعه شهور كامله. ولعلنا نذكر فى هذا جهود والى مصر فى الفتره من عام 55 إلى 59، وهو تبييريوس بالبيلوس Tiberius Balbilus ، فى مجال إصلاح أحوال مصر الادارية والاقتصاديه.

مشروع الحمله الاثيوبية:وثورة اليهود فى فلسطين :

وقد تردد فى مصادر عهد نيرون أمران يتعلقان بمصر، أولهما ان الاسكندريه شهدت استعدادات عسكريه ضخمه، حيث تحولت إليها فرق وكتائب وفصائل متنوعه من عدة أماكن فى الامبراطوريه وقيل إن الامبراطور كان يستعد للقيام بحملة فى أثيوبيا من أجل حمايه مصالح روما التجاريه فى الجنوب عن طريق فرض الحمايه الرومانية على مملكه مروى الضعيفه والوقوف فى وجه توسع مملكه أكسوم الحبشية التى كانت تهدد باحتكار تجارة العاج فى افريقيا. وكان قد سبق لنيرون إرسال بعثه استكشافيه ناجحه إلى تلك الأنحاء. وقد ثار جدل كثير بين بين الباحثين المحدثين عن جدية الحملة العسكرية وما عسى أن يكون هدف نيرون منها، لكنه لم يكتب لهذا المشروع أن يتحقق على على اى حال بالرغم من كل ما تخذ لها من الاستعدادات لم تلبث أن تحولت من إثيوبيا إلى فلسطين شمالا لمواجهة ثوره عنيفه قام بها اليهود. وهذه الثروة اليهوديه هى الأمر الثانى الذى كان لابد من ان تنعكس آثاره على مصر على عهد نيرون. وقد بدأت بأحداث عنف فى قيساريه فى عام 66 ، ولم تلبث أن أصبحت ثورة عنيفة فى أورشليم (القدس). والحق أن انفجار الأحداث جاء نتيجة ضيق صدور اليهود بأحوالهم السياسية والأقتصادية المتردية، واقترنت بظهور أفكار دينيه محورها الخلاص من منتحهم على يد مسيح مخلص جديد، وقد جرت هذه الثروة عليهم كثيرا من الكوارث والويلات آخر الأمر، وانتهت بعد بضع سنين بتحطيم الهيكل على يد القائد الرومانى تيتوس فى عام 70.

وكان طبيعيا أن يكون لهذه الأحداث أصداؤها القوية فى الاسكندرية حيث العلاقات بين اليونان واليهود فى حالة دائمه من التوتر. وقد نشبت بالفعل فتنه جديده بين الفريقين وكان يتولى منصب والى عندئذ تيبيريوس يوليوس الاسكندر، وكان من حيث الأصل يهوديا من سكان الاسكندريه ثم ارتد إلى الوثنيه وحصل على حق المواطنه الرومانيه، وتدرج فى سلك الوظائف حتى عينه الامبراطور نيرون واليا على مصر فى ذات العام الذى اندلعت فيه ثوره اليهود فى فلسطين. وقد حاول هذا الوالى أن يفهم يهود الاسكندريه أنه ليس من الحكمه اثارة غضب السلطات الرومانيه عليهم فى ظل تلك الظروف الدقيقه، لكنهم لم يستمعوا له فاضطر إلى أن ينزل الفريقين الرومانيتين اللتين كانتا مرابطتين فى معسكر نيقوبوليس، واتفق فى تلك الأثناء مرور قوات رومانية آتية من برقه ومتجهة إلى فلسطين لاخماد الثورة الكبرى هناك، وكان أن غلب يهود الاسكندريه على أمرهم، وهلك منهم عدد كبير يقدره مؤرخهم يوسف بخمسين ألفا.

ثانيا: أباطرة أسرة فلافيوس: فسبسيان- تيتوس- دوميتيان.

عام الأباطرة الأربعه(68-69):

قضى الامبراطور نيرون نحبه منتحرا فى عام 68 ، وكانت الامبراطوريه لاتزال مشغوله بالقضاء على ثورة اليهود فى فلسطين. وأعقب وفاة نيرون عام من الاضطرابات والفتن يعرف عند المؤرخين بعام الأباطرة الأربعة. ذلك أن الجيوش الرومانيه فى الغرب أولا ثم فى الشرق بعد ذلك أخذت تنادى بقوادها أباطرة، فحمل لقب الامبراطور فى ذلك العام على التوالى القواد جالبا وأوتو وفيتيليوس ثم فسبسيان، وظهرت عندئذ خطورة الدور الذى كان من الممكن أن تلعبه الجيوش الرومانيه الرابطه فى ولايات الحدود بالتعاون مع قوات الحس البريطورى فى روما فى تنصيب القواد أباطرة فوق عروش. وعلى حد تعبير المؤرخ الرومانى تاكتيوس الذى وصف لنا وصفا مفصلا أحداث ذلك العام "إنكشف سر الامبراطوريه"، وهو إمكان المناداة بالامبراطور فى مكان أخر غير روما، وهو أمر بالغ الخطورة وسلاح فتاك للنظام سيمضى بالامبراطورية آخر الأمر إلى الانهيار.

وصول فسبسيان إلى العرش بتأييد والى مصر:

غير ان كلا من القواد جالبا وأوتو وفيتيليوس لم يبق على العرش إلا شهورا؟أما رابعهم فسبسيان فقد ظل يحكم عشر سنين. ولعلنا نقدر أن شعب مصر لم يكن يعينه من أمر تغير هذه الوجوه شئ. لكنه كان مقدرا لمصر أن تلعب دورا بارزا فى رفع فسبسيان إلى العرش، فكانت تلك المره الأولى التى تلعب فيها مصر دورا سياسيا هاما فى تاريخ الامبراطوريه. وقد كان فسبسيان هو القائد الذى عهد إليه بقمع ثورة اليهود التى اندلعت فى فلسطين فى عام 66. وبعد أن قام بعدة عمليات عسكريه ناجحه استعد لحصار مدينه أورشليم. لكن وفاة نيرون جعلته يرجئ ذلك إلى حين. ولعله شغل بمراقبه أحداث الصراع على السلطه الامبراطورية الذى كان محتدما فى الغرب بين القواد والقوات. وعندما نودى بالقائد فيتيليوس فى ابريل69 امبراطورا بمبايعه قوات الراين المواليه له وبموافقه مجلس السناتو، ثم أخذت الأحوال تتفاقم لعدم قدرة هذا على ضبط الأمور فى العاصمه ولأعمال السلب والفوضى الذى ارتكبتها تلك القوات المواليه له، تحركت رغبة قوات الشرق فى أن يكون لها هى الأخرى مرشحها للعرش الامبراطورى، فاتجهت النظار إلى ذلك القائد الذى كبح منذ قليل جماح ثورة اليهود. وبإيعاز من والى مصر تيبيريوس يوليوس الاسكندر أعلنت الفرقتان الرومانيتاناللتان كانتا مرابطتين فى الاسكندريه ولاءها للقائد فسباسيان، ونادت به امبراطورا فى يوليو 69، ولم تلبث أن تبعتهما فى ذلك الفرق المرابطه فى فلسطين وسوريا. أما فسبسيان فقد وجد فى إعلان الولاء له فى مصر ورقة رابحه فى يده، لأنه كان يستطيع عندئذ أن يقطع إمدادات القمح المصرى عن روما، مما كان من شأنه أن يؤدى إلى مجاعة تطيح بالجالس على العرش هناك. وليس أدل على إدراك فسبسيان لأهميه إعلان ولاء مصر له من أنه اعتبر تاريخ إعلان هذا الولاء (يوليو69) هو بدء عهده إمبراطورا على روما. وقدم فسبسيان إلى مصر فى طريقه إلى روما فبلغ مشارف مدينه الاسكندرية فى أوائل عام 70. ويسترعى النظر هنا أن جماهير المدينه هبت مرحبة به أشد الترحيب. وتصور لنا إحدى البرديات كيف بلغ ابتهاج هذه الجماهير حد مناداته بألقاب إلهيه.

ونحن لا نستطيع أن نتصور أن هذه العواطف الجياشة كانت صادرة عن حب العاهل الرومانى. حقا إن فسبسيان كان أول امبراطور يأتى إلى الاسكندريه بعد أوغسطس، أى بعد قرن كامل من الزمان. كذلك فقد يكون الاسكندريون قد بالغوا فى الحفاوة به نكايه فى اليهود الذين قام بقمع ثورتهم فى فلسطين، أو قد يكونون قد أوهموا أنفسهم أنهم هم أصحاب الفضل فى رفعه إلى العرش الإمبراطورى مما أعاد إليهم ذكرى تلك الأيام الخوالى حين كانوا يخلعون ملوكهم البطالمه الأسبقين أو ينصبونهم على هواهم. لكننا إزاء ما نعلمه من الكره الذى كان يكنه الإسكندريون للحكم الرومانى، فقد نرى تفسير هذا الابتهاج العارم فيما سبق أن لاحظناه فى موضع سابق من أنهم كانوا يتحينون فرصه لتأييد كل من يتحدى السلطه المركزيه فى روما، وهى ظاهرة تكررت بعد ذلك فى أحداث تاليه. وثمة روايتان للمؤرخين الرومانيين تاكتيوس وسويتونيوس حيث يتحدث الأول عن معجزات تحققت على يد فسبسيان فى شفاء بعض العاهات، ويتحدث الثانى عن زيارة قام بها الإمبراطور لمعبد الإله سيرابيس بالإسكندريه حيث إستغرق فى مناجاته وإنتابته حالة من الوجد جعلته يرى رؤيا بشرته بقرب إعتلائه العرش!! ويرتبط هذا بصورة أو بأخرى بالدعايه السياسيه للإمبراطور الجديد، وهو فى الوقت نفسه من أصداء فرحة الإسكندريين الغامرة به. غير أن هؤلاء لم يلبثوا أن أكتشفوا أن فسبسيان لا يختلف عمن سبقه من الأباطرة من حيث الحرص على تحصيل الدخل من مصر كاملا غير منقوص، بل حتى آخر صاع من قمح أو درهم من مال، ذلك أنه فرض ضرائب جديدة واحيا أخرى كان قد جرى إلغاؤها من قبل. وعندئذ لجأ الإسكندريون- كدأبهم دائما- إلى إطلاق ألسنتهم الحادة بألقاب السخرية اللاذغة ونكات التهكم من شح الإمبراطور، فاستشاط هذا غضبا وفرض عليهم ضريبه لم تكن باهظة ولكنها ألحقت بهم مهانة شديدة لأنها كانت بمثابة ضريبة رأس تحط من قدرهم بحيث يصحبون كسائر سكان الريف من "المصريين" وعلى أى حال فإن فسبسيان قبل بعد ذلك شفاعة ابنه تيتوس Titus فأعفاهم من هذه الضريبة، أو لعله اقتنع بعدم جدواها وتفاهتها وإحتمال إثارتها ثورة ااسكندريين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassant
عضو ذهبي
عضو ذهبي
bassant


المساهمات : 1520
تاريخ التسجيل : 11/12/2008
العمر : 36

مصر والامبراطوريه الرومانيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصر والامبراطوريه الرومانيه   مصر والامبراطوريه الرومانيه I_icon_minitimeالإثنين مارس 02, 2009 6:26 pm

إغلاق المعبد اليهودى فى الدلتا:

وقد شهد العام نفسه (70م) القضاء التام على ثوره اليهود فى فلسطين. وكان فسبسيان قد عهد بهذه المهمه إلى ابنه تيتوس الذى خرج من الاسكندريهقاصدا جودايا Judaea ومعه قوات من الفرقتين المرابطتين بالإسكندريه. وفى خريف العام المذكور سقطت مدينه أورشليم معقل الثوره الساسى ودمر هيكل سليمان فلم تقم له منذ ذلك التاريخ قائمه. وفرض فسبسيان على يهود الإمبراطوريه جميعا ضريبه عرفت بضريبة اليهود، وكان عليهم أن يؤدوها إلى معبد الإله جوبيتر الكابيتولينى فى مدينه روما، ولم تكن هذه الضريبه فى الواقع سوى ضريبة نصف الشاقل التى كان اليهود يؤدونها طوعا لهيكل سليمان وفقا لتعاليم التوراه، وهوأمر ضاعف بالطبع من شعور اليهود بالذلة والقهر و الهوان. وعقب هذه الحداث الخطيرة فى تاريخ اليهود، هرب إلى مصر جماعه من غلاتهم بقصد تحريض يهودها على الثورة ضد الرومان رافعين شعار"لا حاكم إلا الرب" لكن زعماء مجلس الشيوخ اليهودى (الجيروسيا) بالاسكندريه رفضوا الاستجابه لهم، بل قبضوا على البعض منهم وسلموهم إلى الرومان حيث تم إعدامهم، وفر فريق منهم إلى جنوب مصر حيث تعقبتهم السلطات وتمت إبادتهم. ويبدو أن هذه الطائفه من الغلاة(الذين يسميهم المؤرخ يوسف Sikarioi أى السفاحين القتلة) كانت تعتزم تركيز حركة مقاومتها للسلطات فى مصر حول معبد أونياس Onias فى بلدة ليونتوبوليس Leontopolis (تل اليهوديه، فرب شبين القناطر). وكان هذا المعبد قد أسس فى العصر البطلمى فى حوالى عام 196 ق.م وقد فطن فسبسيان إلى خطورة الإبقاء على هذا المعبد الذى كان منشأنه أن يخلف هيكل سليمان فى المكانة، فأصدر أوامره فى عام 73 بتدميره. غير أن الوالى الرومانى رأى أن يسلك مسلكا وسطا يرضى به الإمبراطور ويتفادى فى الوقت نفسه إثارة ثائرة جموع اليهود فى مصر، فاكتفى بإغلاق المعبد ومصادرة أملاكه وحظر الإقتراب منه بأى حال.

وبالرغم من كل هذه الإجراءات السياسيه المتشددة، فإن حرية اليهود فى ممارسة شعائر دينهم بقيت قائمه لم تمس، لأن سياسة التسامح الدينى مع كافة الأديان كانت من السمات الأساسية الثابته فى سياسه الرومان.

تيتوس ودوميتيان

ازدهار العبادات المصرية:

حكم فسبسيان حتى عام 79 ثم خلفه ابنه وساعده الأيمن تيتوس الذى لم يحكم سوى عامين، ونحن نعلم من أخبار تيتوس قدرا كافيا أثناء حكم أبيه ومنها نشاطه العسكرى الكبير وقضاؤه نهائيا على ثورة اليهود فى فلسطين. ونحن نستشف من أخبار تيتوس تلك أنه أظهر ميلا إلى الإهتمام بأمور الولايات الشرثيه والرغبة فى الوقوف على الواقع أحوالها والإصغاء إلى شكاوى الأهالى وآلامهم ونعلم من أخبار تيتوس أيضا أنه فى أثناء وجوده فى مصر فى عهد أبيه حضر بنفسه إحتفالا دينيا مصرينا مهيبا بمناسبة "تنصيب" العجل أبيس الجديد فى مدينه منف، وفى ذلك الحفل ظهر تيتوس بالزى الرسمى على عادة الأباطرة الرومان عند حضور الاحتفالات المهمه، ووضع على رأسه التاج التقليدى جريا على العادة الفرعونيه، فكان فى ذلك تعبير قوى عن إحترام الرومان للعقائد المصرية. بيد أنه إزاء قصر عهد تيتوس الإمبراطور فإن الوثائق التى تتحدث عن عامى حكمه فيما يتعلق بولاية مصر هى جد قليلة. ومن هذا القليل الذى نعلمه من نقشين اثنينوصلا إلينا أن مشروعات تحسين أحوال الرى كانت مستمرة فى عهده، وأن أعمالا معماريه ذات طابع دينى تمت فى مدينة بطلمية Ptolemais اليونانية بصعيد مصر(بلدة المنشأة بمحافظة سوهاج الآن). لكن الأمر الذى يجدر الإلتفات إليه، أننا منذ عهد تيتوس نستطيع أن نرصد إتجاها جديدا فى نظرة الأباطرة الرومان إلى الآلهه المصرية، وهو ما يشير إليه احتفال منف الذى سبقت الإشارة إليه. والدليل على أن الأمر لم يكن مزاجا شخصيا عند تيتوس ان سياسه رعايه العقائد المصرية لم تتوقف بعد حكمه القصير وإنما استمرت بل ظهرت بصورة اكثر وضوحا فى عهد خليفته دوميتيان (81-96 م) ولسنا نقصد بهذه الرعاية الاهتمام بذلك الآلهة المصريه الكبرى مثل الإلهة ايزيس التى كانت قد لقيت قبولا عالميا عامل وغزت عبادتها مدينه روما نفسها حتى قبل دخول الرومان مصر والتى استعادت اهتمام أباطرة الرومان بها بعد فترة من الإهمال و الإزدراء استغرقت عهدى أوغسطس وتيبيريوس، وإنما نقصد إتجاه الرعاية إلى تلك الآلهة المحلية التى ألقيت عليها سياسة الأباطرة الدينية فى مصر ظلا ثقيلا من الإهمال. وقد تمثل الاتجاه الجديد فى بناء بعض المعابد لبعض تلك الآلهة مقترنة بما يقابلها من الآلهة اليونانية، وبداية ظهور صور هذه الآلهة على عملات الإسكندريه البرونزية. وفى الوقت أسبغ دوميتيان على عبادة إيزيس فى روما رعاية فائقة.

وهكذا أمكن القول إن أباطرة أسرة فلافيوس (فسبسيان وولداه تيتوس ثم دوميتيان) يمثلون العصر الذهبى للديانات المصرية فى عصر الإمبراطورية الرومانية بأسره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصر والامبراطوريه الرومانيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لعيونكم :: الصفحه الرئيسيه :: منتدى التأريخ-
انتقل الى: