أنا و أنت ِ و الحصان
في كل يوم نمتطي نفس الحصان
و الحزن و القهر اللذان
رغم الفرار
لا ينضبان
و العطر نفس العطر قد عمّ المكان
بين القرى
بين المدن
بين الجثث
بين زهور الأقحوان
في كل يوم يرتوي
من دمعنا هذا الحصان
و الزاد نفس الزاد في كل الضياع
ضاعت أمانينا على شط السراب
و الدرب ضاع
من تحت أقدام الحصان
ها أنت ِ في ذاك الطريق
محفورة آلامك فوق الجذوع اليابسة
فوق الخراب
أما أنا
لا زلت في ذاك الطريق
أحبو على ظهري بدرب شائكة
ضاع الحصان
لا أنت خنت ِ عهدنا و القلب أيضا لم يخن
حتى الحصان
فالعطر نفس العطر قد عمّ المكان
و الشبل في الأدغال أضحى كالدليل للزمان
بالرغم من أقدارنا
بالرغم من أوجاعنا
لابد أن يأتي الحصان
فالوقت فجر و الندى يسقي الزهور
و الشوق يحذو بالنسيم
قد عاش فينا الصاحبان
قد عاش فينا العاشقان
لابد أن يأتي الحصان
كي نكمل المشوار في درب الهوان
لابد أن يأتي الحصان .
السيد عدنان العوامي