bassant عضو ذهبي
المساهمات : 1520 تاريخ التسجيل : 11/12/2008 العمر : 36
| موضوع: من أسرار السعادة... الأحد فبراير 01, 2009 7:50 pm | |
| من أسرار السعادة...
تفكر بالمال، لا تجعل مسألة التقدم بالعمر تضيق خلقك، التحلي بمظاهر السعادة يجلب السعادة عن حق. يوجد أشخاص سعداء بحق. فقد وجد باحثون من، المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة، أن اقتناع المرء بما هو عليه، بمعنى التصالح مع الذات وتقبل الظروف بهدف تحسينها، أمر له تأثير ايجابي كبير جدا في تحسين الحالة المعنوية والنفسية وأيضا الصحية وبالتالي تحقيق السعادة المرجوة.
ففي دراسة، أجراها هؤلاء الباحثون على عينة عشوائية من الأشخاص استمرت عشر سنوات، تبين أن الذين كانوا يتحلون بمزاج سعيد في بداية الدراسة لم تتغير حالهم بعد عشر سنوات رغم تغير الحالة الاجتماعية للفرد (أعزب أم متزوج) والعمل ومكان السكن والإقامة. ثمة أخبار جيدة في هذه النتائج: وهو أن السلوك الايجابي، خصوصا عند مواجهة الصعاب، طريق مضمون نحو السعادة والعثور دائما على مدخل جديد لتجديد هذا الشعور. ما الذي يحقق المزاج السعيد؟ من هم هؤلاء الأشخاص الذين يستطيعون الحفاظ على معنويات عالية ويحتقرون المحبطات؟ هناك أربع سمات أساسية تحقق السعادة وتحافظ عليها:
احترام الذات: السعداء دائما يحبون أنفسهم. الكثير من الدراسات في علم النفس أثبتت أن مؤشر الرضا في الحياة بشكل عام لم يكن أساسه العائلة أو الأصدقاء أو الحالة الاقتصادية (العمل والراتب) بل الشعور بالرضا عن النفس أولا وأخيرا. فالأشخاص الذين يحبون أنفسهم ويتقبلونها يشعرون بشكل أفضل بكثير تجاه الحياة عامة والقدر والظروف خاصة.علماء النفس والاجتماع ينصحون باحترام الذات والتصالح معها حتى نكتشف نقاط القوة فينا، التي تساعدنا على أن نكون ايجابيين في الحياة. وينصحون أيضا بالابتعاد عن الشعور بالشفقة تجاه الذات، وعدم التحدث بالسلبيات. فحتى نكتشف الحب من حولنا يجب علينا أولا أن نحب أنفسنا.
التفاؤل: السعداء يتسلحون دائما بالأمل. إنهم أشخاص يؤمنون انه "إذا ما آمنا بشيء سيتحقق حتما". و"انه عند الاضطلاع بأي جديد عليك أن تتوقع النجاح قبل كل شيء". ربما يكون في الأمر بعض من المبالغة. ولكن أن تنظر الى كأس الحياة من منظور أن نصفه ملآن أفضل بكثير من أن تنظر اليها على أن الكأس نصفه فارغ. وهذا ما يفعله السعداء بالضبط . المتفائلون أيضا أكثر صحة وعافية. كثير من الدراسات أثبتت أن ذوي الطباع المتشائمة دائما يلومون أنفسهم ويحملونها مسؤولية الأشياء السيئة. فالقول مثلا "انه خطأي أنا.. وضاعت حظوظي كلها..." وما شابه ذلك، تظهرنا ضعفاء الى حد المرض. أما المتفائلون فهم أكثر قدرة على الاستمتاع بالنجاح. كما أنهم اقل عرضة لكثير من الأمراض مثل التوتر والكآبة وأمراض السرطانات والتهاب الرئة والمفاصل، لكن انتبه يجب ألا يكون الشعور بالتفاؤل مفتعلا أو مصطنعا.
الانبساط، أو الترفيه: كلما اهتممت بالترفيه عن نفسك أكثر أصبحت أكثر سعادة. فالأمر يتلخص بمكافأة الذات ودفع الضريبة التي تستحقها ذاتك منك. فالخروج مع الأصدقاء الى الطبيعة أو قصد دور السينما والمسرح وزيارة المعارض الفنية والحفلات الموسيقية، أو حتى قضاء بعض الوقت في الأسواق تستعرض الواجهات أو شرب فنجان من القهوة أو الشاي في مقهى، كلها نشاطات يمكن أن تضيف الكثير من الشعور بالبهجة والاستمتاع والترفيه عن النفس. وهي تصب بمجملها في تعزيز الشعور بالسعادة واغتنائه. لا تكن منعزلا، اختلط قدر الإمكان بالمجتمع المحيط بك قدر الإمكان، تعرف على أشخاص جدد كلما سنحت الفرصة، عزز صداقاتك وعلاقاتك بأسرتك وعائلتك والآخرين باستمرار.
ضبط النفس: السعداء يؤمنون بإمكانية اختيار الأقدار. ففي استطلاع للرأي أجرته جامعة ميتشيغن تبين أن معرفة كيف نسير أمورنا وفق قناعاتنا الذاتية واختياراتنا الشخصية تجعلنا أكثر رضا عن الذات وبالتالي أكثر سعادة واستقرارا وايجابية في الحياة. فهناك فرق كبير بين الذين يؤمنون أن "المرء لا يستطيع السيطرة على الظروف أو التحكم بمجريات الحياة الى حد ما" وبين هؤلاء المؤمنين بأنهم هم قبل غيرهم "من يقرر نوع الحياة التي يريدون أن يحيونها" وهناك فرق كبير بين من يقول إن "العالم تديره حفنة من الرجال الأقوياء، والحياة سائرة بي وبدوني.." وبين الذين يقولون "أهم شيء في الحياة بالنسبة لي هو أنا، ولا أرضى ألا يكون لوجودي أهمية".
تغذية التحكم بمجريات الأمور تزيد من قوة التحمل وتحسن الصحة وترفع المعنويات. ففي دراسة أجرتها باحثة اجتماعية من جامعة يال، جوديث رودين، على مجموعة من المرضى يتلقون العلاج في منازلهم، وجدت أن المرضى الذين أعطوا فرصة لخدمة أنفسهم بأنفسهم وأوكلت إليهم بعض المسؤوليات البسيطة والممكنة بحسب حالتهم، وتركت لهم حرية اتخاذ القرارات اللازمة، استعادوا عافيتهم بشكل أسرع من سواهم وبدوا أكثر نشاطا وسعادة. النصائح التي يسديها الخبراء، لكي نكون سعداء، كثيرة وبسيطة في آن. مثل أن نختار كتابا نقرأه وقت الفراغ بدل مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة. فالكتاب يمدنا بالشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس والغنى الروحي، على عكس التلفزيون الذي يترك في داخلنا فراغا مؤذيا وغربة من نوع لا يمكن تفسيره. | |
|