bassant عضو ذهبي
المساهمات : 1520 تاريخ التسجيل : 11/12/2008 العمر : 36
| موضوع: مهـــــارة الاقنــــــاع الثلاثاء فبراير 10, 2009 9:15 am | |
| الاقناع والنجاح
لابد وانك في مرحلة ما من حياتك كانت الامور تتوقف على كيفية اقناع الاخرين براي او موقف. ولابد وانك يوما رغبت ان تقنع الاخرين بمهاراتك وقدراتك في سبيل الحصول على وظيفة جيدة او تقييم افضل. بل لا غرابة بان الكثير من فرص النجاح التي تفوتنا لها علاقة بمدى قدرتنا على اقناع الاخرين.
نعم... فالنجاح قد يحتاج ان تقنع الاخرين بمهاراتك وقد يتطلب منك ان تقنعهم بارائك ومواقفك وقد يستدعي ان تثبت لهم امور وحقائق فالاقناع وسيلة لبلوغ الاهداف ومهارة من مهارات الاتصال الناجح وركيزة من ركائز النجاح وبالطبع فانك بحاجة لهذه المهارة في حياتك الاسرية بنفس القدر الذي تحتاج اليها في حياتك المهنية وحياتك الاجتماعية ونشاطك الديني او السياسي.
لا يوجد مجال من مجالات الحياة المتنوعة لانحتاج اليه لمثل هذة المهارة، لذا فقد عدها البعض البارومتر الذي يقاس بة مدى اهتمام الفرد للوصول الى النجاح وتحقيق اهدافه. ولعل ما يخدعنا به شيطان الفشل والنوازع الشريرة للكسل هو عدم حاجتنا لهذة المهارة في الحياة ولكن الحقيقة التي نعيشها في الواقع اليومي هي على العكس تماما.
فالطبيب بحاجة اليها لكي يقنع مريضه باخذ علاجة او اجراء عملية، والام بحاجة اليها لكي تقنع ابنتها بضرورة التمسك باعراف المجتمع، والمعلم بحاجة اليها لكي يقنع طلابة بتخصيص وقت اطول للدراسة.
والداعية بحاجة اليها لكي يقنع الاخرين باهمية الرسالة في بناء المجتمع والارتقاء به، والسياسي بحاجة اليها لكي يقنع الاخرين بانتخابه، والحرفي يقنع الزبائن بمهارتة الحرفية. بل لااننا نشهد اليوم ان الكثير من الوظائف المهمة في العلاقات الخارجية للدول والمؤسسات والشركات تعتمد على مقاييس خاصة بمهارات الاتصال ومن ابرزها مهارة الاقناع
الاقناع والجاذبية الشخصية
يعد اللسان وهو عنوان جامع لما ينتجة الانسان من اللغة (كلام , حديث ,حوار......) جزء اساسيا في التعبير عن شخصيته , فالشخصية تتجسد في السلوك اللغوي للفرد لتعبر عن مشاعره وآراءه.
افكاره وقيمه ومعتقداته هي المحور الرئيسي لمعرفة الانسان واكتشاف اسراره كما يقول امير المؤمنين عمر بن الخطاب: (تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء تحت لسانه).
وهذا السلوك اللغوي للشخصية لا يحدث في فراغ بل داخل نمط من شبكة الاتصالات بين افراد المجتمع ,وله تأثير متبادل بين المرسل والمستقبل (بين المتكلم والسامع ) فالشخصية تتجلى في سلوكها اللغوي في التاثير والتاثر بالاخرين.
وتعتبر الشخصية المقنعة (والتي تمتاز بمهاراتها في الاقناع) شخصية جذابة ,يتحلق حولها الاخرون ,ويتاثرون ايجابيا بها ,بل وعادة ما تصنف هذه الشخصيات ضمن نجوم الجماعات او المجتمع ,وكثيرا ما تكون الاقناعية كسمة شخصية من سمات شخصية القيادات التي تؤمن بها الجماهير وتنشد اليها بدرجة كبيرة.
وتوصف القيادة الديمقراطية في دراسات علم النفس الاجتماعي بانها القيادة الاقناعية لانها تقوم على الحوار المتبادل والمشاركة الجماعية في بناء المواقف وتبادل الاراء والتفاعل المتساوي بين اعضاء الجماعة واعتماد الاقناع وسيلة لتوحيد المواقف او لاتخاذ القرار.
ويعتمد السلوك الديمقراطي ليس على قوة السلطة والقوة في تنفيذ اوامرها بل على السمات الشخصية للقائد وبالطبع فان من اهم تلك السمات (الاقناعية). وبالتالي فان جزء كبيرا من جاذبية الشخصية يعتمد على مدى اتصاف الشخص بالاقناعية او مدى امتلاكة لمهارة الاقناع.
وبالطبع نحن نريد ان نكون ناجحين في حياتنا.... وبالطبع نحن نريد ان تكون شخصيتنا جذابة....
ولكن ماذا لو اننا لم نمتلك هذه المهارة؟ ماذا لو انني ما زلت اعاني من عدم قدرتي على اقناع اطفالي بالصح والخطا من السلوك لذا تراني ومع كل فشل استخدم الاسلوب الاسهل وهو الصراخ والتاديب؟ ماذا لو انني ما زلت اعاني مشاكل مع شريك حياتي لعدم قدرتي على اقناعة بامور مهمة جدا؟ ماذا لو انني فشلت في اقناع اهلي بضرورة مواصلتي للدراسةوتاجيل الشروع بالعمل؟ ماذا لو انني احبط في كل محاولة لاقناع صديقي في العدول عن بعض الافكار الشاذة التي بدأت تحرف طريقه بالحياة. ماذا لو ان هذه المهارة لم تكن سمة من شخصيتي ولا جزء من سلوكي اليومي المعتاد. | |
|