bassant عضو ذهبي
المساهمات : 1520 تاريخ التسجيل : 11/12/2008 العمر : 36
| موضوع: كيف يجتمع التفريط مع تيقن الحساب ؟؟ الإثنين فبراير 23, 2009 9:16 pm | |
| فإن قلت :كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل ؟ وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة ، أو يكرمه أتم كرامة ، ويبيت ساهيا غافلا، لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ، ولا يستعد له ، ولا يأخذ له أهبته ؟ !
قيل : هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق ؛ واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء !
وهذا التخلف له عدة أسباب :
أحدها: ضعف العلم ، ونقصان اليقين .
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم : عدم استحضاره ، أو غيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده .
وانضم إلى ذلك: تقاضي الطبع ،وغلبات الهوى ، واستيلاءالشهوة ، وتسويل النفس، وغرور الشيطان ، واستبطاء الوعد ، وطول الأمل ، ورقدة الغفلة ، وحب العاجلة، ورخص التأويل ، وإلف العوائد ، فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا . وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال، حتى ينتهي إلى أدنى مثقال ذرة في القلب .
وجماع هذه الأسباب :يرجع إلى ضعف البصيرة والصبر . لهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين ، وجعلهم أئمة في الدين ، فقال تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة :24].
من الداء والدواء
للإمام ابن القيم الجوزية | |
|