منتديات لعيونكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تهتم ببرامج الكمبيوتر والانترنت والشعر والرياضه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» درس الخلفيـــــة الناريـــة بالفوتوشوب
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 1:01 am من طرف al_jorany_88

» كتاب السحر الاشهر>>>منبع اصول الحكمه للعلامه البوني
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 29, 2014 10:06 pm من طرف علي الأكبر

» برنامج روعة لاصلاح usb بلمسة زر
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 16, 2014 6:44 pm من طرف a1b2c3ma

» انشودة رمضان - ابو حنين الخادم و ابو زينب العامري , جميلة جداً و هادئه 2014
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالأحد يونيو 29, 2014 6:28 pm من طرف هذيان عاشق

» تاريخ ناحية النصر
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 6:02 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» محافظة ذي قار
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 5:57 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» اشتباه في ذكر موضوع في خصوص العشائر العراقيه
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالأحد مايو 18, 2014 5:36 am من طرف مهندس محمود شاكرالزاملي

» كتاب السحر العجيب فى جلب الحبيب
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2014 1:42 pm من طرف شوان

» سجل في هذا الموقع لمعرفة باسوورد حسابات الفيس بوك
لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2013 5:01 pm من طرف ابو كرار الساعدي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابو كرار الساعدي
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
bassant
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
bobo
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
ابراهيم الساعدي
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
حبيبة بابا
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
nona
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
حيدر العتابي
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
الهلالي
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
حمادة الساعدي
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
احسان العراقي
لم تقولون ما لا تفعلون I_vote_rcapلم تقولون ما لا تفعلون I_voting_barلم تقولون ما لا تفعلون I_vote_lcap 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 66 بتاريخ الأربعاء يوليو 09, 2014 4:54 am

أخبر صديقك عن موقعنا


 

 

 لم تقولون ما لا تفعلون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bassant
عضو ذهبي
عضو ذهبي
bassant


المساهمات : 1520
تاريخ التسجيل : 11/12/2008
العمر : 36

لم تقولون ما لا تفعلون Empty
مُساهمةموضوع: لم تقولون ما لا تفعلون   لم تقولون ما لا تفعلون I_icon_minitimeالجمعة فبراير 27, 2009 9:39 pm

لم تقولون ما لا تفعلون


قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)) [سورة الصف:2-3].
أخرج الإمام الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ، قال: كان ناس من المؤمـنـيـن قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لودِدنا أنَّ الله عز وجل دلَّنا على أحبِّ الأعمال إليه فـنـعمـل بها ، فأخبر الله تعالى نـبـيــه ، -صلى الله عليه وسلم- أن أحب الأعمال: إيـمـانٌ به ، لا شك فيه ، وجهادُ أهل معـصـيـتـه ، الذين خالفوا الإيمان ، ولم يُقِرّوا به.
فلما نزل الجهاد، كره ذلك ناس من المؤمنين، وشقَّ عليهم أمره، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ...)) (1).
وإذا كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، كما هو مقرر في علم الأصول ، فإن الآية الكريمة ، تبقى أبعد مدى من الحادثة الفردية التـي نزلـت لمـواجهـتـهــا ، وأشل لحالات كثيرة غير الحالة التي نزلت بسببها ، فهي تحيط بكل حالة من الحالات التي يقع فيها الانفصام بين الإيمان والحركة به أو بين القول والعمل ، أو العلم والعمل.
والعلم لا يراد به أصلاً إلا العمل ، وكل علم لا يفيد عملاً ، ولا يتوقف عليه حفظ مقاصد الشريعة ، فليس في الشرع ما يدل على استحسانه ، والعلم المعتبر شرعاً ، الذي مدح الله تعالى ورسوله أهله ، على الإطلاق ، هو العلم الباعث على العمل ، الذي لا يخلِّي صاحبه جارياً مع هداه كيفما كان. بل هو المقيد صاحبه بمقتضاه ، الحامل له على قوانينه طوعاً أو كرهاً.
وعندئذ يصير العلم وصفاً من الأوصاف الثابتة لصاحبه ، يأبى للعالم أن يخالفه ؛ لأن ما صار كالوصف الثابت لا ينصرف صاحبه إلا على وفقه اعتياداً وإن تخلّف فإنـمـــا يكون تخلّفه لعنادٍ أو غفلة
وليس عالماً ذاك الذي لم يعمل بعلمه ، ولا يستحق وصف التكريم هذا ، فعن علي - رضي الله عنه - قال: (يا حملة العلم: اعملوا به ، فإن العالم من علم ثم عمل ، ووافـــق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم ، لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم عـلانـيـتـهـم ، ويخالف علمهم عملهم ، يقعدون حِلقاً ، يباهي بعضهم بعضاً ؛ حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم إلى الله عز وجل).
وقال الحسن البصري - رحمه الله -: (العالم الذي وافق علمه عمله ، ومن خالف علمه عمله فذلك راوية سمع شيئاً فقاله) .
وقال الثوري: (العلماء إذا علوا عملوا ، فإذا عملوا شُغِلوا...). وقال: (العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل)
فالذين لا يعملون بعلمهم ولا يتسق سلوكهم مع عملهم ، فضلاً عن أن يكونوا من الراسخين في العلم ، وإنما هم رواة أخبار وحفظة أسفار ، والفقه فيما رووه أمر آخر وراء هذا. أو هم ممن غلب عليهم الهوى فغطّى على قلوبهم.
وهـنــا ينبغي أن يوجّه اللوم ، والعتاب كلُ العتاب ، لمن يفعل ذلك ، وحـسـبــك أن الله تعالى سـمّـــى ذلك الانفصام بين القول والعمل مقتاً ، بل جعله أكبر المقت وأشدّ البغض ، فقال: ((كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)).وما سمَّى الله تعالى شيئاً بهذا الاسم ، ولا أطلقه عليه إلا في أمرين:
أولهما: الجدال في الله وآياته بغير سلطان وعلم ، فقال سبحانه: ((الَذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بـِغَـيْـرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وعِندَ الَذِينَ آمَنُوا)) [غافر/35].
وثانيهما: نكاح الرجل زوجة أبيه المتوفى عنها أو المطلقة ، كما كان يفعله الجاهليون ، فقال سبحانه وتـعـــالى: ((ولا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً ومَقْتاً وسَاءَ سَبِيلاً))[النساء/22].
ومن هذا نعلم عظم الآفة الكبيرة والداء الخطير في الانفصام بين القول والعمل ، أو بين الإيمان والسلوك.
إن الإيمان ليس مـجـــرد كـلـمـات يديرها الإنسان على لسانه ، ويتحلى بها أمام الناس ويتشدق بها في المناسبات دون أن يكون لها أثرها في سلوكه وواقعه ، ودون أن تترجم إلى واقع حي يراه الناس ، فيكون هـــذا الـواقـع العملي الظاهر والالتزام مؤشراً على الإيمان الصحيح وعمقه في نفس صاحبه.
يقول صاحب الظلال - رحمه الله تعالى -:
(إن الإيمان الصحيح متى استقر في القلب ظـهــرت آثــاره فـي السـلــوك والإسلام عقيدة متحركة، لا تطيق السلبية ، فهي بمجرد تحققها في عالم الشعور ، تـتـحـرك لـتـحـقــق مدلولها في الخارج ، ولتترجم نفسها إلى حركة وإلى حركة في عالم الواقع.
ومنهج الإسلام الواضع يقوم على أساس تحويل الشعور الباطن بالعقيدة وآدابها إلى حركة سلوكية لتبقى حية متصلّة بالينبوع الأصيل)
والمؤمن لا يخالف قوله فعله ، وهو الذي يبدأ بنفسه أولاً فيحملها على الخير والبر ، قبل أن يتوجه بهما إلى غيره ليكون بذلك الأسوة الحسنة والقدوة المثلى لمن يدعوهم ، وليكون لـكــلامــه ذلك التأثير في نفوس السامعين الذين يدعوهم ، بل إنه ليس بحاجة إلى كثير عندئذ ، فحسْبُ الناس أن ينظروا إلي واقعه وسلوكه ، ليروا فيهما الإسلام والإيمان حياً يمشي أمـامـهـــم على الأرض وليـشـعّ بنوره على من حوله ، فيضيء الطريق للسالكين ، وتنفتح عليه العيون ويقع فـي القلوب ، فيحمل الناس بذلك على التأسي والاتباع.. فهو يدعو بـسـلــوكه وواقعه قبل أن يدعو بقوله وكلامه.. ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير أســــوة ، فـقـد كان عليه الصلاة والسلام إذا أمر الناس بأمر كان أشد الناس تمسكاً به ، وكان يحمل أهل بيته على ذلك قبل أن يدعو غيرهم.
وعن سعيد بن هشام قال: سألت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - فقلت: أخبريني عن خلق رسول اله -صلى الله عليه وسـلــم- ، فـقـالـت: أمـا تقرأ القرآن؟ قلت: بلى ، قالت: »كان خلقه القرآن« ، فمهما أمره القرآن بشيء امتثله ، ومهما نهاه عنه تركه.
وهــي إجـابــة دقيقة من عائشة - رضي الله عنها - وهي إجابة موجزة جامعة أيضاً ، تحمل في طياتها كل ما يخطر على بال المرء من أخلاق الكمال وصفات العظمة ، فحسبك أن يكون عليه الصلاة والسلام ، ترجمة عملية حية لمبادئ القرآن الكريم ، فإذا أردت أن تعرف أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فانظر إلى القرآن الكريم واقرأ ما فيه من آيات تحث على الأخلاق ، وإذا أردت أن ترى القرآن الكريم واقعاً عملياً في حياة الناس فانظر إلى خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وادرس سيرته بكل وعي وعناية واهتمام وبقلب مفتوح عـلــى الخير ، وبعزيمة صادقة ، تحمل على التأسي والمتابعة.. فكل واحد منهما يدل على الآخر...
(لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل وكان مربياً وهادياً بسلوكه الشخصي قبل أن يكون بالكلام الذي ينطق به سواء في ذلك الــقــرآن المنزل أو حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -)(
وإنها لمصيبة كبيرة ، وخسارة ما بعدها خسارة ، أن يتحول الإيمان والإســـلام في سـلـوك أصــحــابه إلى كلمات ودعاوى ، لا تتجاوز الحناجر ، وأن ينطلق المسلم ، يدعو غيره إلى البر والـهــدى والخير ، ولكنه يترك نفسه بمعزل عن ذلك ، ويعطيها إجازة تتمتع بــها، ولا يحملها حملاً على أن تكون سبّاقة إلى هذه الدعوة والعمل بمقتضاها.
ولقد نعى الله سـبـحــانــه وتعالى ، على بني إسرائيل ، وبخاصة أولئك الأحبار فيهم ، ووبَّخهم علي سلوكهم ، فهم يأمرون الناس بالبر ، الذي هو جماع الخير ، ولكنهم ينسون أنفسهم فلا يأتمرون بـمــا يـأمــرون الـنــاس به ، مع علمهم بجزاء من قصّر في أوامر الله سبحانه وتعالى (7) ، فقال: ((وأَنتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)) [البقرة /44].
وفي ظلال هذه الآية الكريمة يتحدث الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - عن آثار الدعوة إلى البر والمخالفة عنه في السلوك ، فيقول:
(ومع أن هذا النص القرآني كان يواجه ابـتـــداءً حـالـة واقـعـة من بني إسرائيل فإنه في إيحائه للنفس البشرية ، ولرجال الدين بصفة خاصة ، دائم لا يخص قوماً دون قوم، ولا يعني جيلاً دون جيل.
إن آفة رجال الدين - حين يصبح الدين حرفة وصناعة لا عـقــيــدة حارة دافعة - أنـهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، يأمرون بالخير ولا يفعلونه ، ويـدعــون إلـى الـــبـر ويهملونه ويحرفون الكلام عن مواضعه، ويؤلفون النصوص القاطعة خدمة للغرض والهوى، ويجدون فتاوى وتأويلات ، قد تتفق في ظاهرها مع ظاهر النصوص ، ولكنها تـخـتـلـف في حقيقتها عن حقيقة الدين ، لتبرير أغراض وأهواء لمن يملكون المال أو السلطان! كما كــان يفعل أحبار يهود.
والـدعـوة إلى البر والمخالفة عنه في سلوك الداعين إليه ، هي الآفة التي تصيب النفوس بالـشــك ، لا فـي الدعاة وحدهم ، ولكن في الدعوات ذاتها ، وهي تبلبل قلوب الناس وأفكارهم أنهم يسمعون قولاً جميلاً ، ويشهدون فعلاً قبيحاً ، فتتملكهم الحيرة بين القول والفعل ، وتخبو في أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدة ، وينطفئ في قلوبهم النور الذي يشعه الإيمان ، ولا يعودون يثقون في الدين عدما فقدوا ثقتهم في رجال الدين)(
وما أعظم ذنب أولئك الذين يصدون عن دين الله ويقفون حجرة عثرة أمام الدخول فــيـه
والتمسك بأحكـامــــه ؛ لأنهم بسلوكهم ذاك ينفّرون الناس من الدين ، وتنطلق الألـسـنة المتبجحة لتقول: انظروا إلى فلان.. إنه يدعونا إلى شيء ويخالفنا إلى غيره ، ولو كــان ما دعونا إليه حقاً لاتبعه وتمسك به؟ فيتركون - عندئذ - الدين ، بسبب سلوكه ذاك!!.
وكم يتحملون من أوزار الذين تابعوهم في سلوكهم ذاك ، إذ أنهم حملوهم على المخالــفــة والإثم بالإيحاء والقدوة العملية ، ولولاهم ما وقعوا في ذلك ، فهم الذين سنَّوا هذه الـسـنة السيئة فكان عليهم إثمهم وآثام من اتبعهم فقد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : »من سنَّ في الإسلام سنَّة سيئة يُعمل بها من بعده ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء«
وقبل أن يدعو الداعية غيره إلى الخير ينبغي أن يتمسك هو به ، ولن يستطيع المريض أن يعالج مرضاً مثله ، ومــا أجمـل الحـكـمــة التي أجراها الله تعالى على لسان أبي الأسود الدؤلي، عندما قال:
يــا أيـهــا الــرجــل المــعـلـم غـيـره هــلا لنـفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كـيـمـا يـصـح به وأنت سقيم
ابـدأ بـنــفــسـك فانـهـها عن غـيـها فإن انتهت عنه فأنت حكيم
لا تــنــه عـن خــلــق وتـأتـي مـثـله عـار عـلـيك إذا فعلت عظيموإذا كان لعدم الموافقة بين القول والعمل تلك الآثار ، فإنه ليس غريباً أن يشدد الإسلام في عقوبة الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه ، فيجعلونه وراءهم ظهرياً ، وينهون عن المنكر ويفعلونه ، وأولئك هم علماء السوء وصفوا الحق والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره ، فلم يعملوا به:
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : »[color:c104="DarkRed"]إن أوَّل الناس يُقضى عليه يوم القيامة... ورجلٌ تعلّم العلم وعلّمه ، وقرأ القرآن ، فأتي به فعرَّفه نعمه ، فعرفها ، قال: فما عملت فـيـهــا؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلّمت العلم ليقال: إنك عالم وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النَّار...«(11).
وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: »يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى ، فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى ، كنت آمر بالمعروف ولا آتية ، وأنهى عن المنكر وآتيه«
ودوران هذا الحمار بأقتاب بطنه يوم القيامة ، يـعـيــد إلـى الأذهــان تلك الصورة المزرية البائسة لأولئك الذين حُمّلوا التوراة ، وكُلِّفوا العمل بها ، ولكنهم لم يحملوها ، ونكصوا على أعقابهم ، فكانوا من الخاسرين ، وأولئك هم اليهود... كالحـمـــار يحمل أثقالاً من الكتب ، ليس له منها نصيب إلا أن يشعر بثقلها على طهره ، وينوء بحملها:
((مَثَلُ الَذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ)) [الجمعة /5].
ولا يغيبَّن عن ذهنك صورة ذاك الذي آتاه الله آياته ، فلم يعمل بما آتاه الله من العلم ، فانسلخ منها كما تنسلخ الحَية من جلدها وتتركه على الأرض (
((واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * ولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ولَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الأَرْضِ واتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ)) [الأعراف: 175 - 176 ].
وليس هذا شأن يهود فحسب ، بل إن إخوانهم من المنافقين يلتقون معهم في هذه السمة وينهلون من نفس المنهل:
((ويَقُــولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وبِالرَّسُولِ وأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ ومَـــا أُوْلَئـِــكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وإذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ)) [النور 47 - 48].
((ويَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَذِي تَقُولُ)) [النساء 81 ].
((ومِنَ النَّـــاسِ مـَـن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وإذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا ويُهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ واللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسَادَ)) [ البقرة : 204 - 205 ].
هذه صورة المنافقين ، وتلك صورة يهود... فليحذر المؤمنون أن يقعوا فيما وقع فيه هؤلاء إذ ليس الإيمان بالتحـلــي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال ، من قال حسناً وعمل غير صالح ، ردّه الله على قوله ، ونمن قال حسناً وعمل صالحاً ، رفعه العمل ، وذلك بأن الله تعالى يقول: ((إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ))
[ فاطر :10 ].
وما أروع كلمة شعيب ، عليه الصلاة والسلام ، وما أكثرها إنصافاً عندما قال لقومهSad(ومَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إنْ أُرِيدُ إلاَّ الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ومَا تَوْفِيقِي إلاَّ ‌بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيبُ)) [ هود 88].
وليت الدعاة ، وليت الذين نصبوا أنفسهم للعمل الإسلامي يضعون هذا المبدأ الذي أرشد إليه شعيب عليه الصلاة والسلام نـصــب أعينهم ، فلا يخالفون إلى ما ينهون عنه ليكون لكلامهم ذلك التأثير في نفوس المدعوين!.
وكم نجد أناساً يدعون إلى وحدة الكلمة وجمع صفوف المسلمين على الحق ، وهم أنفسهم في واقعهم دعاة فرقة وضلال(مثل دعوة خالد مشعل فى مؤتمر دمشق وهو اول المخالفين ) ؛ يدعون إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وهم أبعد الناس عن الكتاب والسنة ، يقدمون آراءهم وآراء من يقلدونهم ويتبعونهم علي الكتاب والسنة ، صراحة أو تأويلاً يدعون إلى الحفاظ على الإخوة الإيمانية وحقوق الأخوة ، ولكنهم يزورّون عن إخوانـهــم ولا يـفــون بحقـوقهم لمجرد خلاف في الرأي أو الفهم... يتحدثون عن وجوب التثبت في نقل الأخبار ولكـنـهـم يجـــرون وراء الشـائـعـات ويـرمــون غيرهم فظائع التهم ، ولا يكلّفون أنفسهم الرجوع إلى مصدر صادق ليتثبتوا فيما ينقلونـــه ، لـئــلا يظلموا إخوة لهم أو يرمونهم بتهم باطلة! يتحدثون عن تحريم الغيبة وآثارها وضررها ، ولكنهم لا يتفكهون إلا بأعراض الآخرين ولا يتندرون إلا بما يتخيلونه من سيئ الخــــلال ؛ ويتحدثون عن مفاصلة المشركين والعلمانيين والمرتدين والملحدين ولا يجدون بأساً أو غضاضــة في مجالستهم ومداهنتهم ، بل قد يرتمون في أحضانهم ويؤمِّلون عندهم ويرجون ، ما لا يـؤمِّـلــون عند الله ويرجون... إلى غير ذلك من المفارقات العجيبة الغريبة ، فليحذر المسلمون ذلك كـلـه وأشباهه ، فإنها أمراض جد خطيرة ، ولها آثارها السيئة ، في حياة الدعوة والدعاة ،
نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل ،
(ونسأل الله المبتدئ لنا بنعمة قبل استحقاقها المديمها علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب به من الشكر بها الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس:
أن يرزقنا فهماً في كتابه ، ثم سنة نبيه وقولاً وعملاً يؤدّي به عنا حقَّه ويوجب بنا نافلة مزيدة)(.
وآخر دعوانا أن الحمد لله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لم تقولون ما لا تفعلون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لعيونكم :: الصفحه الرئيسيه :: المنتدى الاسلامي :: قسم القصص الاسلاميه-
انتقل الى: