جميلاٌ أن نبتسم ولكن الأجمل أن نرى ابتسامتنا منبثقة من وسط أحشائنا الحزينة لفراق أحبتنا
فكم مرت من أيام، أمتازت في عبورها بسرعة تفوق سرعة الأحلام ،لتعلن أن الركب قد مضى وأن اللقاء قد أنصرم والوداع قد حان .
فهانحن نعيش في دار الخلاص،حيث للذكرى نورقٌ خاص، يتشعشع من بين خلجاته الندية حب و شغف الإخلاص .
فالذكرى هي مفتاح نجاح المستقبل،وبها نخوض
ونسعى في متاهات الزمن من دون كلل أو ملل
فها أنا وليدة عصر القابض فيه على دينه ومبادئه
كالقابض على الجمر والنار.
فقد عزمت فيه أن أجعل الماضي دواء يبري ويداوي كل داء
فأرى نفسي تسعى جاهدة في أن تطمس وتزيل العيوب السالفة
فلا تسمح أن يكون ماضيها وإنتهائه جواز لعبور جسر أخطاء قد أرتكبتها وأن كانت لاتقصدها
فعندما يموت ماضيها تشعل قناديل ذكرياته لتعبر مسيرة هذا الزمن
فما كتبته الآن قد لايوافقني عليه الكثيرين لأنهم يرون أنه لايحق لنا أن نبحر بسفينة ذكرياتنا نحو شاطئ الماضي الدفين ،لأنه قد تاهت حقيقته أوقد فقد ميزته وسط رمال الحياة الجافة
فقد يكون هذا التفكير منطقي بنسبة معينه بل أنه قد يكون هو الصواب بعينه ولكن في كلا الحالتين لايحق لنا أن نكتم ماسمعنا من أخطاء قد يقع فيها أحبتنا بحكم أن الماضي قد مضى
فما أكثر مانرى ونسكت ، نعيّ مقدار الأخطاء وعلى إرتكابها نصر
نخاف أن نجرح ،ونتحاشى أن نذل في سبيل الله
فنبرر أيما تبرير لكي نخلص أنفسنا من عذاب صحوة الضمير
فإلى متى سيبقى حالنا مناصر للباطل وخاذلاُ للحق
إلى متى سنبعد أنفسنا من جوّ التهذيب ونحكم عليها بالعناء الرهيب
نطعن في الغيب وعندما يحين المغيب ترتسم الإبتسامة الكئيبة
وتتعنون الكلمات الذليلة/ ليتني أخبرتك قبلما فارقتك
فترتسم:
إبتسامة الألم